بروفيسور أمريكي يفند الإدعاءات المغربية ويدعو إلى تمكين الصحراويين من تقرير المصير

واشنطن – فند البروفيسور الأمريكي، جوزيف هودلستون، الادعاءات المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية « غير قابلة للوجود »، داعيا في الوقت ذاته إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير.

ونشر البروفيسور الأمريكي، ردا إعلاميا، أمس الاثنين، بصحيفة « وول ستريت جورنال »، يفند فيه الدعاية المغربية التي تزعم أن الدولة الصحراوية غير قابلة للوجود، ويدعو إلى تمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير المصير، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (واص)، اليوم الثلاثاء.

ونشر الأكاديمي الأمريكي رأيه تحت عنوان: « اسمحوا لشعب الصحراء الغربية أن يدلي برأيه! » للإجابة على مقال وفيديو الصحفي، ديون نيسونبوم، حول الصحراء الغربية (حرب خامدة تثير انتباه الولايات المتحدة الأمريكية)، والذي نشر يوم

12 أغسطس الماضي في صحيفة وول ستريت جورنال، بث فيه العديد من الدعايات الكاذبة التي عادة ما يتحجج بها المغرب لتبرير احتلاله العسكري غير المشروع والعنيف للصحراء الغربية.

واعتبر البروفيسور هادلستون، أن « الادعاء بأن الصحراء الغربية المستقلة قد تصبح غير مستقرة وقد تمنح موطئ قدم للدولة الإسلامية هو مجرد تخمين مضلل »، حيث أن الجمهورية الصحراوية موجودة بالفعل على أرض الواقع وتتعاون مع الجهود الدولية لمحاربة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، علما أن « المغرب هو المصدر الرئيسي لهاتين الظاهرتين ».

كما قدر الأكاديمي الأمريكي أن مقال، ديون نيسونبوم، رغم أنه « يثير الانتباه إلى الصراع الذي يتم تجاهله في كثير من الأحيان بين المغرب وجبهة البوليساريو في شمال إفريقيا »، إلا أنه « يؤكد بشكل خاطئ أن دولة صحراوية مستقلة ستشكل خطرا على الاستقرار الإقليمي.

ففي الواقع- يضيف جوزيف هودلستون- « لقد قام الصحراويون ببناء جهاز كامل للدولة، فالجمهورية الصحراوية هي عضو منذ فترة طويلة في الاتحاد الأفريقي ومعترف بها من قبل عشرات البلدان، وهي تحقق الانتصارات في دعاوى قضائية في المحاكم الدولية، وتقوم جبهة البوليساريو الحاكمة بتسيير المنطقة المحيطة بالمخيمات وتتعاون مع الجهود الأمنية الدولية لمكافحة التهريب والإرهاب ».

من جانبها، كانت جبهة البوليساريو قد ردت على مزاعم الصحفي، ديون نيسونبوم، « المضللة » التي استنسخت الدعاية المغربية وغيبت آراء الصحراويين.

واعتبرت جبهة البوليساريو، في بيان صحفي نشر يوم 13 أغسطس، أن « تبني سياسة تشويه الحقائق وشراء الذمم ونشر الدراسات والمقالات المدفوعة الأجر، لن يغير من حقيقة أن المملكة المغربية ليست سوى سلطة احتلال وأن طبيعة وجودها في أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية هي احتلال غير شرعي ومحكوم عليه بالزوال عاجلا أم آجلا ».

وفي ذات السياق،كان الكاتب والصحفي الأمريكي والمحرر لدى (واشنطن تايمز)، ديفيد كيني، قد تطرق إلى قضية الصحراء الغربية في مقال مطول بعنوان « آخر مستعمرة في إفريقيا »، حيث قال إن « الاحتلال المغربي يعمد وبشكل ممنهج إلى تطبيق سياسة التعتيم الإعلامي في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية و منع الصحفيين والمراقبين الدوليين من دخولها ».

و فند المحرر ديفيد كيني، في مقاله الذي نشر على الموقع الالكتروني « ذي امريكان سباكتيتر »، مزاعم دولة الاحتلال المغربي بأن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للاجئين الصحراويين يتم عن طرق المقايضة من خلال السماح لمبشرين مسيحيين بنشر المسيحية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، معتبرا إياها « نظرية مؤامرة أخرى » يعمد من خلالها الاحتلال المغربي إلى الإيقاع بين المسلمين والصحراويين.

وأضاف في ذات المقال، أنه « ليس لدى المغرب أي نية للسماح للصحراويين بالتصويت على مستقبلهم، وأن الدبلوماسيين المغاربة تظاهروا لسنوات بأن الرباط قبلت مبدأ تقرير المصير لكنهم اختلقوا العشرات من العراقيل في وجه التطبيق الفعلي للتصويت »، موضحا أن المغرب استمر في هذه السياسة لعقود من الزمن، حيث أعلن مؤخرا أن خيار الاستفتاء « أصبح متجاوز »، وأن الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية ستبقى الآن والى الأبد جزء من المغرب.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*