أوجه التشابه المذهلة بين الولايات المتحدة ودولة إسرائيل

لقد تمت إعادة كتابة تاريخ الولايات المتحدة وإسرائيل وتزييفه لإخفاء جوانب محرجة من تاريخ الولايات المتحدة وإسرائيل، محاطًا بالأساطير والأكاذيب التي لا تزال تتكرر حتى اليوم كما لو كانت حقائق ثابتة (مثل ”شعب بلا أرض لأرض بلا شعب“، وإنكار طرد الفلسطينيين؛ وفي حالة التاريخ الأمريكي، الإغفال المتكرر للسكان الأصليين عند الحديث عن الحلم الأمريكي).

الصداقة الراسخة بين الدولة العبرية وعمو سام لا تتزعزع، بغض النظر عن التوجه السياسي للسلطة الحاكمة. لم تكن خطة السلام الأخيرة لدونالد ترامب، التي تميل بوضوح لصالح المصالح الإسرائيلية، مفاجئة: فهي تتماشى مع ما اقترحه أسلافه، الذين لم يرغبوا أبدًا في إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

ولكن يمكن التساؤل بحق: لماذا هذا التحالف الوثيق بين الدولتين؟ بالطبع، هناك تقارب في المصالح، وغالبًا ما يُشار إلى اللوبي المؤيد لإسرائيل في أمريكا كسبب لهذه السياسة الخارجية. ولكن هناك أمر آخر يستدعي التأمل: بمجرد دراسة بسيطة لتاريخيهما، تظهر أوجه التشابه بين البلدين بوضوح. فلا عجب أن يرى كل طرف نفسه في الآخر:

الأصول المشتركة: كلا البلدين كانا مستعمرتين استيطانيتين أسسهما الإمبراطورية البريطانية.

حروب الاستقلال: تأسسا بعد « حرب استقلال » ضد هذه الإمبراطورية، قادها المستوطنون وليس السكان الأصليون: 1775-1783 و1947-1948.

الأيديولوجيا الدينية: تأثر كلاهما بأيديولوجيا مسيانية توراتية تشمل فكرة « الشعب المختار » الذي له الحق في أرض معينة: « القدر الواضح » للولايات المتحدة، والصهيونية لإسرائيل.

التوسع الإقليمي: توسع كل منهما إقليميًا بدافع هذه الأيديولوجيا: « إسرائيل الكبرى » والصهيونية التصحيحية (رغم تراجعها الآن)، والسيطرة على الضفة الغربية. بالنسبة لأمريكا، العقلية التوسعية ظهرت في « غزو الغرب » على حساب السكان الأصليين.

تمرد السكان الأصليين: تمرد السكان الأصليون في كلا الحالتين عدة مرات: أثناء الفترة الاستعمارية ضد البريطانيين (الثورة العربية الكبرى 1936-1939؛ الحروب الهندية الطويلة في أمريكا)، وبعد الاستقلالات التي سرعت وتيرة فقدان أراضيهم.

الطرد القسري للسكان الأصليين: طُرد السكان الأصليون بالقوة: الأمريكيون الأصليون بقانون إبعاد الهنود لعام 1830، والفلسطينيون عبر النكبة عام 1948 والنكسة عام 1967.

الأنظمة السياسية: كلاهما ديمقراطيتان تمثيليتان تُستخدمان كذريعة لتبرير تفوق أخلاقي، بينما في الواقع تُنتهك الحقوق الديمقراطية للسكان المحتلين والمحرومين.

السلاح الديموغرافي: استمرارية أصولهما كمستعمرتين استيطانيتين جعلتهما يعتمدان بشكل كبير على الهجرة (الاختيارية) لاكتساب أراضٍ جديدة والتفوق العددي على الخصوم.

السيطرة العرقية: ضمن هذه الهجرة، سيطرت مجموعة عرقية واحدة: البروتستانت البيض الأنجلوسكسونيون (WASP) في أمريكا، واليهود الأشكناز في إسرائيل. المجموعات الأخرى تعرضت للتمييز، مما أثار استياءً كبيرًا: الأمريكيون الأفارقة، الإسبانيون، والآسيويون في أمريكا؛ اليهود السفارديم (أو المشرقيون) من الدول العربية، والفلاشا من إثيوبيا في إسرائيل. على سبيل المثال، ظهر في إسرائيل حركة « الفهود السود » بقيادة يهود مغاربة.

التنوع الثقافي: على الرغم من هذا الماضي، يُبرز التنوع اليوم للتأكيد على التسامح.

التقدم التكنولوجي والعسكري: كلاهما في طليعة التكنولوجيا، يتمتعان باقتصاد قوي وقوات مسلحة قوية جدًا.

إعادة كتابة التاريخ: أُعيدت كتابة تاريخ كل منهما لتجاهل الجوانب المزعجة، مُحاطة بأساطير وأكاذيب لا تزال تُردد كحقائق (مثل « أرض بلا شعب لشعب بلا أرض » وإنكار تهجير الفلسطينيين؛ أو تجاهل السكان الأصليين في الحلم الأمريكي).

الجاذبية والرفض العالمي: لهذه الأسباب، يثير كلاهما إعجابًا عميقًا وجذبًا عالميًا (القوة الناعمة) ولكن أيضًا رفضًا شديدًا.

قد تبدو هذه المقارنة مبسطة، حيث توجد اختلافات جوهرية (مثل المساحة والسكان). لكن التشابهات مدهشة، ويمكن تخيل أن كل طرف يرى في الآخر انعكاسًا لنفسه!

المصدر: لودوفيك يبز، 14/02/2020

إسرائيل #الولايات_المتحدة #الاستعمار #الاستعمار

Visited 11 times, 2 visit(s) today

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*