– يسابق المغرب الزمن لآرجاع » الأمر الواقع » في الگرگرات قبل 20 يناير 2021 وهو تاريخ البدأ الرسمي لعمل الإدارة الأمريكية الجديدة وأعتقد بنسبة كبيرة بأن المغرب سيقوم بذلك بعد ترتيب الأوراق مع فرنسا .. المغرب يعرف بأن عقيدة المسيطرين حاليا على » الحزب الديموقراطي » الأمريكي هي عقيدة يسارية راديكالية لم يسبق لها مثيلا في تاريخ أمريكا الحديث فنظرة للوجوه المحتملة في تقلد المناصب الحساسة بإدارة » جو بايدن » تعطي صورة واضحة عن الإستراتيجة التي سيسير عليها العالم مرغما خلال السنوات الأربع القادمة على الأقل …
المرشحة بقوة لمنصب وزارة الخارجية هي » سوزان رايس » مندوبة أمريكا السابقة بالأمم المتحدة وصاحبة مسودة توسيع صلاحيات بعثة » المينورسو » بالصحراء الغربية ومستشارة الأمن القومي بإدارة باراك أوباما .. » سالي ياتس » النائبة العامة السابقة بالوكالة والمتشبعة بحقوق الإنسان والتي أقالها دونالد ترامب عندما واجهته عند طرحه قانون منع المسلمين من زيارة أمريكا مرشحة كمستشارة للأمن القومي … » ميشال فلورني » الوكيلة السابقة لبيل كلينتون مرشحة لوزارة الدفاع .. علمتنا التجارب بأن البنتاغون قلعة حصينة » للمغرب » بغض النظر عمن يرؤسها يقابل ذلك « جيمس إينهوف » رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأمريكي والذي يعلن دائما دعمه لجبهة البوليساريو …
– المغرب يدرك تماما بأن يده الطولى بالمناطق المحتلة ستنكمش كثيرا خصوصا فيما يتعلق بهيئة » أمينتو حيدار » لأن أي مساس بحيدار سيجعله في مواجهة مع صقور حقوق الإنسان بإدارة » جو بايدن » وعلى رأسهم نائبة الرئيس » كاملا هاريس » والتي ترتبط بعلاقة متينة مع معهد » روبيرت كينيدي » ورئيسته » كيري كينيدي » الصديقة المقربة » لأمينتو حيدار » ..
معهد » روبيرت كينيدي » سيتبتى كعادته ملف حقوق الإنسان بالصحراء الغربية وهذه المرة بدعم من نائبة الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته هذه الأخيرة من المنتظر أن تواجه رفضا قويا من مجلس الشيوخ الأمريكي بعدم تثبيتها في منصبها بفعل إتهامها بتحمل مسؤولية الهجوم على السفارة الأمريكية ببنغازي … بالمقابل سنرى إستماتة فرنسية في الدفاع عن الوضع القائم في الصحراء الغربية لصالح المغرب وخلافا للكثيرين فأنا أعتقد بأنه سيكون هناك دعما سياسيا وآقتصاديا كبيرين للمغرب من طرف السعودية والإمارات والبحرين والكويت وخصوصا قطر وسيحركون لوبياتهم داخل أمريكا لصالح المغرب » يحسب للمغرب بأنه رغم الخلاف الجذري لدول الخليج فيما بينها إلا أن علاقاتها مع المغرب تبقى كما هي » ..
دور وتماسك الجزائر سيكون له تأثيرا كبيرا على التوازنات بالملف وعندما نذكر الجزائر فإننا نقصد » الجزائر الجديدة » بدستورها وقادتها السياسيين والعسكريين ووزنها الإقليمي .. لكل ماسبق أعتقد بأن المغرب سيقدم قريبا على عمل لإستدامة » الأمر الواقع » وذلك لن يتأتى إلا بآتخاذ خطوة محسوبة بدقة ولكنها حاسمة بثغرة الگرگرات نجاحها من عدمه سيعتمد كليا على ردة فعل البوليساريو مع الأخذ بعين الإعتبار بأن هدف الطرفين متناقض تماما فالمغرب يريد الهدوء وآستمرار الوضع الراهن مع حصر مهمة بعثة » المينورسو » في مراقبة وقف إطلاق النار فقط وفي أحسن الأحوال تنظيم المرور عبر ثغرة الگرگرات غير الشرعية والبوليساريو مصرة على دور للمينورسو طبقا لولايتها القانونية والمتمثلة في المهام التي أنشئت من أجلها وهي تنظيم » إستفتاء لتقرير المصير » إضافة إلى توسيع مهامها على غرار جميع بعثات حفظ السلام في العالم كي تضم مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها …
– لن يخرج الوضع في الصحراء الغربية عن ثلاثة سيناريوهات:
– أولا آستدامة » الأمر الواقع » قبل إغلاق الگرگرات
– ثانيا تغييره سيحيلنا للمربع الأول بما له من تداعيات مدمرة على شعوب المنطقة ..
– أو نزول أمريكا بثقلها وآرغام الجميع على الدخول في العملية السياسية من خلال مفاوضات مكثفة وطويلة ..
مولاي لحسن دويهي
Soyez le premier à commenter