من “إمبراطور المحروقات” إلى مغضوب عليه جيل زد  تطالب برأس أخنوش

رغم مكانته، يواجه أخنوش منذ فترة موجة غير مسبوقة من الانتقادات الشعبية. فقد تزامن وصوله إلى رئاسة الحكومة مع أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، تميزت بارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، وتدهور الخدمات العمومية خاصة في مجالي الصحة والتعليم. برزت حركة شبابية افتراضية تُعرف بجيل زد ، يقودها جيل جديد من المغاربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تطالب بشكل مباشر برحيل رئيس الحكومة. هذه الحركة ليست فقط تعبيراً عن غضب اقتصادي، بل أيضاً عن أزمة ثقة متنامية بين الشباب والطبقة السياسية التقليدية.

يُعتبر عزيز أخنوش واحداً من أبرز الفاعلين الاقتصاديين والسياسيين في المغرب المعاصر. فقد جمع بين عالم المال والأعمال والسياسة، متنقلاً من رئاسة مجموعة اقتصادية قوية إلى قمة السلطة التنفيذية كرئيس للحكومة. غير أنّ مساره، الذي كان يُقدّم كنموذج لـ”رجل الدولة – رجل الأعمال”، أضحى اليوم محل انتقادات واسعة، بل ومطالبات متزايدة برحيله، خصوصاً من الأجيال الصاعدة التي تقود موجات احتجاجية افتراضية وواقعية تحت شعار “ارحل”.

النشأة والمسار التعليمي

وُلد عزيز أخنوش سنة 1961 بمدينة تافراوت، في قلب منطقة سوس الأمازيغية التي اشتهرت بتراثها التجاري. هذا الانتماء الجهوي انعكس على شخصيته ومساره المهني، إذ ارتبط مبكراً بثقافة المقاولة والاعتماد على الذات.
تلقى تعليمه العالي في كندا، حيث حصل على دبلوم في تدبير المقاولات من جامعة شيربروك. هذا التكوين سمح له بالعودة إلى المغرب برؤية جديدة، أسس من خلالها عدداً من الشركات العاملة في قطاعات اقتصادية استراتيجية، خاصة المحروقات والفلاحة.

من رجل أعمال إلى زعيم سياسي

قبل دخوله معترك السياسة، كان أخنوش يُلقب بـ”إمبراطور المحروقات”، بالنظر إلى سيطرته عبر مجموعته الاقتصادية على حصة مهمة من سوق المحروقات بالمغرب. ومع انخراطه في حزب التجمع الوطني للأحرار وصعوده إلى قيادته، تحوّل تدريجياً إلى أحد أبرز وجوه المشهد السياسي.
في عام 2021، عيّنه الملك محمد السادس رئيساً للحكومة، بعد تصدر حزبه الانتخابات التشريعية، وهو ما اعتُبر تتويجاً لمسار يجمع بين النفوذ الاقتصادي والقدرة على إدارة التحالفات السياسية.

جيل زد تطالب برأس أخنوش

رغم هذه المكانة، يواجه أخنوش منذ فترة موجة غير مسبوقة من الانتقادات الشعبية. فقد تزامن وصوله إلى رئاسة الحكومة مع أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، تميزت بارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، وتدهور الخدمات العمومية خاصة في مجالي الصحة والتعليم.

برزت حركة شبابية افتراضية تُعرف بـ”GenZ 212″، يقودها جيل جديد من المغاربة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تطالب بشكل مباشر برحيل رئيس الحكومة. هذه الحركة ليست فقط تعبيراً عن غضب اقتصادي، بل أيضاً عن أزمة ثقة متنامية بين الشباب والطبقة السياسية التقليدية.

الفضاء الرقمي عدو نظام المخزن

الأصوات المطالبة برحيل أخنوش تكشف عن تحولات عميقة في بنية الاحتجاج بالمغرب. فلم يعد الحراك الشعبي حكراً على الشارع والنقابات، بل أصبح الفضاء الرقمي مسرحاً مركزياً لإنتاج خطاب معارض، قادر على التأثير في الرأي العام وحتى في قرارات السلطة.

كما يعكس هذا الوضع إشكالية بنيوية تتمثل في التداخل بين السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية، وهو ما يثير تساؤلات حول حدود الديمقراطية التمثيلية في سياق ترتبط فيه مراكز القرار السياسي بالنفوذ المالي.

نحو نهاية مبّكرة لأخنوش

عزيز أخنوش، الذي كان يُقدّم كنموذج لرجل الأعمال الناجح الذي دخل السياسة، أصبح اليوم في قلب أزمة مشروعية سياسية واجتماعية. وبينما يستمر الغضب الشعبي في التنامي، خاصة بين فئة الشباب، يظل السؤال المطروح: هل سيتمكن أخنوش من إعادة بناء جسور الثقة مع المجتمع، أم أن الضغط الشعبي سيؤدي إلى نهاية مبكرة لمساره الحكومي؟

El Makal

Visited 25 times, 1 visit(s) today