المغرب: جبروت تكشف تفاصيل عملية سرية داخل مطعم القصر الملكي نفذها ضابط مخابرات

كشفت مجموعة “جبروت” عبر تحقيق أجرته، عن معطيات صادمة تتعلق بعملية اختراق أمني خطيرة داخل القصر الملكي بالرباط، تورط فيها عنصر يعمل ضمن جهاز أمني حساس.

وحسب المعلومات التي توصلت بها المجموعة، تعود خيوط القضية إلى مطلع سنة 2021، حين التقى المدعو رينو بيونغ، وهو أجنبي أعزب من مواليد سنة 1976 ويعمل ضمن الطاقم الخاص بالمطاعم الداخلية للقصر، بشخص قدم نفسه باسم “محمد” قادماً من الدار البيضاء، يُرجح أنه قدّم نفسه كرجل أعمال ثري. هذا الأخير عرض عليه التعاون مقابل امتيازات مالية، مطالباً إياه بتسريب معلومات من داخل القصر الملكي.

وقد تم تبادل أرقام الهواتف، حيث طلب “محمد” من رينو التواصل معه عبر تطبيق Viber باستخدام الرقم 06601549XX. وبتاريخ 6 مارس 2021، أرسل الأخير رسالة يؤكد فيها موافقته على التعاون.

تطورت العلاقة بين الطرفين على مدى الشهور الموالية، وبُنيت على أساس من الثقة والتواصل المتكرر. وفي بداية يناير 2022، طلب “محمد” لقاء مباشراً مع رينو خلال تواجده بالرباط، حيث كشف له عن مهمة جديدة تتمثل في دسّ مادة دوائية في طعام ولي العهد، مقابل مضاعفة الامتيازات المالية الموعودة، مع تقديم ضمانات بعدم تأثير هذه المادة على الصحة الجسدية أو العقلية، مرفوقة بتهديد ضمني بفضح تورطه السابق إن رفض تنفيذ المهمة.

التحقيق أظهر أن العملية تم تنفيذها بشكل متقطع، بمساعدة شخص آخر يعمل داخل القصر، يُعتقد أنه مقرّب من مستشار سامٍ لم يتم الكشف عن هويته الكاملة بعد.

وقد تم التواصل خلال هذه الفترة بين الطرفين عبر رقمي هاتف هما:

06601549XX عبر تطبيق Viber 0668820305 عبر تطبيق آخر، استُخدم عند تعذر الاتصال بالأول.

عند التحقق من بيانات الرقمين، تبيّن أن الرقم الأول مسجّل باسم الدجيستي ضمن عقد تجاري يشمل 21 رقماً بعرض نيئو غولد دون ملف قاعدي، ما يجعل من الصعب التأكد من ارتباطه المباشر بالجهاز المعروف إعلامياً بـ”الجهاز الذي لا ينام”. أما الرقم الثاني فمسجّل باسم “عز الدين ناصيح” من الدار البيضاء، مع توفر ملف قاعدي موثق يتضمن بطاقة التعريف الوطنية.

من خلال إسقاط هذه المعطيات على قاعدة بيانات داخلية، تمكنت مجموعة “جبروت” من تحديد هوية “محمد”، ليتضح أنه ضابط متمرّس بجهاز اليستي (المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني)، فرع الدار البيضاء.

وأكدت المجموعة امتلاكها أدلة موثقة تُثبت تنقل الضابط في مهمة رسمية من الدار البيضاء إلى الرباط في يناير 2022، مما يعزز فرضية أن العملية تمت بتواطؤ من جهات عليا داخل الجهاز.

وقد نشرت “جبروت” اسم الضابط كاملاً واسم عميل ااديستي المتورط، إلى جانب الملفات القاعدية للأرقام الهاتفية، لكنها تحفظت مؤقتاً عن نشر معلومات حساسة أخرى كأمر المهمة الصادر من المديرية، تفاصيل الإقامة، والمحادثات الكاملة، مؤكدة أن هدفها من النشر ليس التشهير بالجهاز، بل المساهمة في كشف الحقيقة ودعم جهود التحقيق ووقف التجاوزات.

وختمت المجموعة توضيحاتها بالتأكيد على أن الغاية من هذا التحقيق ليست الإساءة بأي شكل من الأشكال إلى ولي العهد، على عكس ما يروج له بعض المنابر الإعلامية الموالية لجهات سياسية، حسب تعبيرها.

Visited 223 times, 1 visit(s) today