المغرب: عرش محمد السادس يتهاوى

صراع الخلافة يهز القصر العلوي ويدفع المغرب نحو المجهول

ن.ع
بوابة الجزائر الإخبارية: تعيش المملكة المغربية واحدة من أكثر لحظاتها حرجا منذ اعتلاء محمد السادس العرش عام 1999.
فبعد أكثر من ربع قرن من الحكم، لم تعد صورة “الملك الشاب” حاضرة في المشهد، بل حلّ مكانها واقع مأزوم على أصعدة شتى ملك أنهكته الأمراض، قصر يضج بصراعات خلافة مبكرة، وأوضاع اجتماعية واقتصادية خانقة تدفع الشارع نحو الغليان.

تحقيق لوموند الفرنسية الأخير جاء ليضع النقاط على الحروف، حاملا عنوانا مثيرا: “في المغرب أجواء نهاية عهد محمد السادس”.
وهو ليس مجرّد تقرير صحفي عابر، بل إشارة سياسية خطيرة من باريس، حليف الرباط التاريخي، بأن ما يجري في كواليس القصر لم يعد قابلا للإخفاء.

تحقيق لوموند الفرنسية الأخير جاء ليضع النقاط على الحروف، حاملا عنوانا مثيرا: “في المغرب أجواء نهاية عهد محمد السادس”.
وهو ليس مجرّد تقرير صحفي عابر، بل إشارة سياسية خطيرة من باريس، حليف الرباط التاريخي، بأن ما يجري في كواليس القصر لم يعد قابلا للإخفاء.


لكن ما يزيد من قتامة الصورة أن النظام المغربي، بدل أن ينكب على معالجة الأزمة الداخلية، يواصل توجيه بوصلته نحو الجزائر، سعيا إلى صناعة “عدو خارجي” يلهي به الرأي العام.
فالمخزن اليوم مشغول بتوجيه الاتهامات والمناورات ضد الجزائر ورئيسها عبد المجيد تبون، أكثر من اهتمامه بملك تتدهور صحته وصراع خلافة يهدد استقرار الدولة العلوية. وهنا تتكشف المفارقة، نظام غارق في هواجس الجار الشرقي، بينما يهمل أزمته البنيوية في الداخل، وكأنّه يهرب إلى الأمام ليؤجّل مواجهة الحقيقة المرة

ملك المغرب .. منهك وصورة تبحث عن شرعية

منذ عام 2022 بدأت علامات المرض ترسم ملامح محمد السادس بوضوح.
ظهوره في صلاة عيد الأضحى بمدينة تطوان في يونيو 2025 جالسا على كرسي عاجزا عن أداء الركوع والسجود، بدا كصورة رمزية لمرحلة النهاية.


ثم استقباله للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أكتوبر 2024، وهو متكئ على عكاز، بوجه شاحب وجسد منهك، زاد من التساؤلات حول قدرته على ممارسة الحكم.


التقارير الطبية المسربة تتحدث عن إصابته بمرض هاشيموتو الذي ينهك الغدة الدرقية، والتهاب الشعب الهوائية المزمن الذي يعوق التنفس، إضافة إلى الساركويد، وهو مرض مناعي نادر.

ورغم محاولات القصر التخفيف من وقع هذه الأخبار بنشر صور للملك وهو يقود دراجة مائية في كاب نيغرو في يوليو 2025، إلا أن تلك اللقطات لم تُقنع المغاربة ولا المراقبين الدوليين.
فالصورة الدعائية لا تستطيع أن تخفي الحقيقة الطبية، الملك مريض والحكم يترنّح.

صراع الخلافة .. بين ولي العهد ورجال الظل

كشف تحقيق لوموند عن تصدعات عميقة داخل القصر.
فالدستور يضع ولي العهد الأمير الحسن، 21 سنة، وريثا شرعيا، لكن صغر سنه وقلة خبرته السياسية يفتحان الباب لتساؤلات كبيرة حول مدى استعداده لحكم بلد مأزوم.
إلى جانب الحسن، يبرز اسم الأمير مولاي رشيد، شقيق الملك، كبديل محتمل تدعمه شقيقات محمد السادس ، اللواتي يبحثن عن ضمانة لاستمرار نفوذهن.

وفي الخلفية، تلعب الأميرة للا سلمى، الزوجة السابقة للملك ووالدة ولي العهد، دورا محوريا في تعزيز موقع ابنها.
لكن الأخطر هو تورط شخصيات أمنية نافذة في هذا الصراع.

القصر العلوي يترنّح على حافة النهاية

قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، البروفيسور نور الصباح عكنوش، في تصريح لـ”بوابة الجزائر” إنّ الأيام المقبلة تمثل “ساعات الحقيقة” بالنسبة للقصر العلوي، سواء على صعيد مصيره أو مستقبله البنيوي والإستراتيجي، مؤكدا أن الصراع العائلي المحتدم قد يقود إلى انقسام داخلي مستدام ينعكس سلبا على استقرار منظومة حكم يصفها بـ”فاقدة للبوصلة والأهلية”.
وأوضح محدثنا أن قراءة المشهد تفضي إلى وجود “مجموعة فرضيات قوية”، حيث تبدو الاستخبارات – بحسبه – بصدد هندسة مسار خاص، بينما يملك الكيان الصهيوني إلى جانب فرنسا وأمريكا خارطة طريق أخرى، في وقت يسير فيه شقيق الملك “المنتهي الصلاحية”، وفق تعبيره، على مسار مغاير تماما.

وأضاف أن المخزن بدا في حالة ضياع وسط رحلة البحث عن خليفة للملك الحالي الذي انتهت صلاحيته على المستويات الرمزية والسلطوية وحتى الصحية، متوقعا في السياق ذاته “دورا محوريا للمستشار اليهودي أندري أزولاي، ولتل أبيب عموما، في حسم الصراع القائم”.
وشدّد عكنوش على أنّ العائلة الحاكمة “لم تعد تمثل مركز الثقل داخل النسق السياسي المغربي”، مشيرا إلى أنّ تأثيرها في صناعة القرار وإدارة المخزن تقلّص بشكل ملحوظ لصالح “فواعل خارجية أصبحت المحدد الأساسي للسلوك السياسي”، على حد وصفه. واعتبر أنّ هذه الفواعل، من خلال “آليات الفساد والتطبيع مع القمع والمخدرات”، جعلت انتقال السلطة في المغرب مهمة “بالغة التعقيد”، بسبب تدخل واسع النطاق من خارج القصر العلوي الذي تراجع إلى الهامش في السنوات الأخيرة لصالح “المافيا، والأجهزة الأمنية، والكيان الصهيوني الذي يتصرف كدولة داخل دولة”.

Source : Algerie gate

Visited 519 times, 1 visit(s) today