حصري : ورقة للدبلوماسية المغربية حول أسباب النزاع بين قطر والإمارات 

المغرب    قطر   الإمارات العربية المتحدة   إيران

السيد الكاتب العام / م. المشرق والخليج

السيد الوزير / السيد الوزيرة المنتدبة / السيد الكاتب العام


سلام تام بوجود مولانا الإمام

وبعد، أتشرف بأن أنها في علمكم أن المتابعة المتواصلة لصيروره الأحداث المؤثرة في العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة وقطر تدفع إلى الاعتقاد بأن مرد جزء من الأزمات المذكورة التي تضرب هذه العلاقة يكمن في نوع من السباق نحو التموقع في ترتيبة القوى والنفوذ التي قد تفرضها أية خارطة جيوسياسية تأتي بها السياسة الأمريكية الجديدة في المنطقة بما في ذلك أية تفاهمات محتملة مع إيران

فلا عتقاد السائد في المنطقة يجمع على أن واشنطن تسعى إلى فرض إيران كثرة إقليمية يمكن الاعتماد عليها مستقبال في حال ما أثبتت أنها أصبحت قادرة على التصرف بقدر من المسؤولية التي يتطلبها أي دور مستقبلي لها في المنطقة تردد لها واشنطن

وتذهب التحاليل السياسية إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ربما لا تسعى من وراء خطوتها هاته إلى إزاحة المملكة العربية السعودية من وضع الحليف الاستراتيجي لها في المنطقة وتعويضها بإيران، وإنما باتت تفكر في الاعتماد على الطرفين مما وفق صيغة تضمن نوعاً من التوازن في علاقاتها معهما وفي دورها في المنطقة وجوارها، وبعدما تكون (واشنطن) قد استكملت تفخيخ علاقة البلدين الثنائية بمزيج مركب من شروط التنافس والحيطة والحذر يبقى على كل منهما هاجساً أزايا للأخر

في هذا الخضم، يبدو أن أبوظبي تسعى للحصول على موقع ضمن أي واقع مستقبلي للمنطقة الخليجية بما يمنحها دوراً في المنطقة وجوارها وحتى أبعد من ذلك، وهو الدور الذي ترى أنها تستحقه بفضل مكانتها كمنصة اقتصادية عالمية وسيولتها المالية والتزامها القوي إلى جانب المجتمع الدولي في محاربة التطرف السياسي والديني وتقديم المساعدات التنموية والأنشطة والإغاثية

والظاهر أن أبوظبي تعتبر بأن الدوحة، يتصرفاتها وسياساتها، هي من فرض عليها خوض سياق التموقع، وأن الفوز بهذا السياق يتطلب منها الانتقال إلى السرعة العليا لتجاوز قطر والانتماد عن دائرة الشويش التي تتحكم فيها

هذه القرضية تساعد شيئاً ما في فك معادلة المطاردة اللصيقة التي أصبحت الإمارات تفرضها على قطر ربما في مسمى لقطع الطريق على الدوحة إلى الفاعلين الأساسيين المحتملين ضمن الخريطة الجيوسياسية التي سبق ذكرها، وبالتحديد السعودية وإيران، إذ تحركت أبوظبي بالسرعة والقوة اللازمثين باتجاه الرياض وملهران من خلال خطوات ومبادرات واضحة المقاصد والغابات:

: السعودية

الإمارات أقنعت السعودية بإحداث لجنة مشتركة علياً برئاسة وزيري الداخلية تعمل على تنفيذ الرؤية الاستراتيجية للقيادة البلدين، وتم الإعلان عن ميلادها خلال زيارة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن عبد العزيز، إلى أبوظبي يوم 20 ماي 2014

وكانت أبوظبي قد أقنعت الرياض (ومعها البحرين) يوم 05 مارس 2014 بسحب سفيرها من الدوحة بدعوى أن قطر لم تلتزم بتفاقل الرياض الذي تم التوصل إليه يوم 23 نونبر 2013 والذي التزمت بموجبهم قطر بذلك عن دعم جماعة الإخوان المسلمين وطرد قياديها، والكتب عن احتضان المعارضة لندول الخليجية، والكتب عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم لجمعاً الحوتي في اليمن

وفي خطوتين معبرتين، منحت الإمارات العربية المتحدة للعامل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، جائزة شخصية العام الثقافية لسنة 2014، وأطلقت إسمه على أهم وأرقى شارع في العاصمة أبوظبي

: إيران

أبوظبي تبدأ موقعاً متقدماً من الاتفاق المرحلي حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه مع مجموعة « 1+5 » يوم 24 نونبر 2013، إذ سارعت إلى التوحيب به وأقنعت مجلس التعاون الخليجي بإصدار بيان مرحب به يوم 27 نونبر 2013، ثم أولئت إلى طهران يوم 28 نونبر 2013، وزير خارجيتها، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، الذي أكد أن بلاده تنطلع إلى علاقة شراكة مع إيران « الشراك الكامل »، داعيا إلى إحداث لجنة اقتصادية مشتركة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وإرساء أسس إشراك القطاع الخاص في فرص الاستثمار بالبلدين

هذه الزيارة أسهمت لاحقاً في إتمام دولة خليجية (ماعدا الرياض) لوزير الخارجية الإيراني، السيد محمد جواد ظريف، الذي استقبل في محطة الإمارات يوم 04 دجنبر 2013، من طرف رئيس الدولة، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان

وفي خطوة لائفة للانتهاء، نأت الإمارات بنفسها عن الجدل الذي لثارته الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، السيد « ابن كي مون »، إلى إيران للمشاركة في مؤتمر « جنيف » حول سوريا يوم 02 يناير 2014، في الوقت الذي اعترضت فيه جل الدول الخليجية والعربية على هذه الدعوة

= وكانت أبوظبي وطهران دعا يوم 22 أكتوبر 2013 إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية في محاولة للتعبير عن وجود وجهة نظر متطابقة بينهما حيال الملف السوري

= وقعت الإمارات وإيران يوم 04 يناير 2014 على محضر تبادل وثائق التصديق الخاصة باتفاقيات تسليم المجرمين والمساعدة القانونية والقضائية في المسائل المدنية والتجارية والمساعدة القضائية المتبادلة في المسائل الجنائية، وكانت الإمارات ذهبت إلى الدورة الثامنة للجنة القضائية المشتركة في طهران خلال شهر أكتوبر 2013 والتي توجت بالتوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون لتسوية قضايا قضائية من بينها قضايا التأثيرات وتبادل السجناء وحظر السواحل

كما كانت الإمارات العربية المتحدة قد قررت، في بادرة حسن نية اتجاه إيران، إطلاق سراح 25 سجينا إيرانيا بمناسبة عبد الأضحى الأخير

ملاحظات

الأحداث الأخيرة، وإن كانت قد أدخلت فعال العلاقة بين الإمارات العربية المتحدة، وقطر إلى فصل جديد من التدهور، فهي سرطان ما ستحت بالعودة إلى الهدوء وزوال التصريحات وحمالات التشويه المتبادلة

هذه القدرة على ضبط النفس، التي أبان عنها الطرفان كل مرة، تترك هامشا من الاعتقاد بأن البلدين بمقدورهما احتواء الأزمة بينهما وتجنب مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمنطقة وجوارها تعقيادات إضافية من شأنها أن تصف مستقبل التجمع الخليجي وتدخل الجوار الإقليمي في مقاطعات تجاذبات واستقطابات فاصلة تأتي على المكتسبات المهمة التي تحققت لها في العقدين الأخيرين

مرد السعي إلى تهدئة الأمور حرص سو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عبد أبوظبي، على احتواء الأزمة في العلاقة مع قطر، بحيث سبق وأن دعا إلى عدم الانجرار وراء حملات التشويه القادمة من قطر

غير أن هناك جانب مقلق يتجلى في تسميق الدولتين على عقد صفقات أساحة خرافية وكان الأمر يتعلق بإعداد العدة لقادم من الأيام، إذ كان آخر فصول هذا السياق الصفقة التي أبرمتها الدوحة مع واشنطن بقيمة 11 مليار دوالر والتي وصفت بالقياسية في تاريخ صفقات وزارة الدفاع الأمريكية

محمد ابنت/وعلي



المغرب    #قطر   #الإمارات_العربية_المتحدة   #إيران#   

Visited 30 times, 1 visit(s) today

Be the first to comment on "حصري : ورقة للدبلوماسية المغربية حول أسباب النزاع بين قطر والإمارات "

Leave a comment

Your email address will not be published.


*