محكمة التحكيم الرياضية، المغرب، الصحراء الغربية، الجزائر، قميص، اتحاد مولودية الجزائر ، نهضة بركان,

أعلى محكمة رياضية تؤكد أن القميص المغربي الذي يظهر خريطة منطقة متنازع عليها يمثل انتهاكًا للقواعد

الرباط، المغرب (أسوشيتد برس) – قضت محكمة مختصة في النزاعات الدولية في كرة القدم بأن إظهار الصحراء الغربية المتنازع عليها كجزء من المغرب على قمصان أحد الأندية يعد انتهاكًا للقواعد التي تحظر الرسائل السياسية.

أكدت محكمة التحكيم الرياضية (TAS)، التي تتخذ من سويسرا مقرًا لها، يوم الأربعاء استئنافًا قدمته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ضد قرار الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) في أبريل 2024، والذي سمح لنادٍ مغربي من شمال البلاد بارتداء قمصان تحمل الخريطة المتنازع عليها.

وينصّ الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) على أنه لا يجوز ارتداء أي ملابس رياضية تحتوي على « تصريحات أو صور ذات طابع سياسي ».

وأصدرت المحكمة حكمها قائلة: « إن صورة خريطة المغرب التي تشمل الصحراء الغربية على قمصان نادي نهضة بركان تعبر عن رسالة أو تظاهرة أو دعاية ذات طبيعة سياسية، لأنها تمثل تأكيدًا لنزاع إقليمي لا يزال موضع خلاف ولم يُحل حتى اليوم ».

قطع العلاقات الدبلوماسية عام 2021

تُعدّ الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة غنية بالفوسفات وتوازي في مساحتها المملكة المتحدة، منطقة متنازع عليها بين المغرب وجبهة البوليساريو، وهي حركة استقلالية تعمل انطلاقًا من مخيمات اللاجئين في جنوب الجزائر. وقد تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة عام 1991 بهدف تنظيم استفتاء لتحديد مستقبل المنطقة، إلا أن الخلافات حول أهلية الناخبين أعاقت العملية لفترة طويلة.

ويشكّل هذا النزاع الإقليمي محور السياسة الخارجية لكل من المغرب والجزائر، حيث تدعم الأخيرة مطالب جبهة البوليساريو. وقد قطعت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية في عام 2021، ومنذ ذلك الحين اشتدّ التوتر بينهما، ليشمل خلافات حول قمصان كرة القدم والجلابيب والزليج والمجال الجوي.

بدأ الخلاف الكروي العام الماضي عندما صادرت السلطات الجزائرية قمصان لاعبي نادي نهضة بركان في المطار قبل مباراة الذهاب في نصف النهائي ضد نادي اتحاد العاصمة الجزائري.

ورفض الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF)، الذي ينظم البطولات القارية، طلب الجزائر بحظر القمصان. وردًا على ذلك، رفض نادي نهضة بركان ارتداء قمصان بديلة، مما أدى إلى إلغاء المباراة. وبعد أيام، رفض نادي اتحاد العاصمة خوض مباراة الإياب في المغرب إذا ارتدى الفريق المضيف القمصان ذاتها. ونتيجة لذلك، منح الاتحاد الإفريقي الفوز لنهضة بركان باعتباره متأهلًا افتراضيًا.

ويستند هذا النزاع إلى لوائح كرة القدم التي تنص على أن « القمصان الرياضية يجب ألا تحتوي على أي شعارات أو تصريحات أو صور ذات طبيعة سياسية أو دينية أو شخصية ».

« العدالة الرياضية »

يأتي هذا القرار في وقت يرسخ فيه المغرب مكانته كقوة سياسية في كرة القدم الإفريقية، حيث يستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية هذا العام، وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

ويُعدّ رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، شخصية بارزة داخل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (CAF) باعتباره عضوًا في لجنته التنفيذية، كما أنه ممثل منتخب ضمن مجلس إدارة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA). وكان لقجع أيضًا رئيسًا سابقًا لنادي نهضة بركان.

وقد ساهم نفوذه، خاصة بصفته وزيرًا للمالية في الحكومة المغربية، في موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA) على فتح مكتب تطوير لكرة القدم الإفريقية في العاصمة المغربية، الرباط.

وفي بيان رسمي، وجّه نادي اتحاد العاصمة شكره للحكومة الجزائرية والاتحادية الجزائرية لكرة القدم، معتبرًا أن الحكم يمثل « العدالة الرياضية ».

من جهته، رحّب نادي نهضة بركان أيضًا بالقرار واعتبره انتصارًا، محتفلًا بقرار المحكمة برفض طلب الجزائر إلغاء نتائج مباريات نصف النهائي العام الماضي وفرض عقوبات.

Associated Press

محكمة_التحكيم_الرياضية #المغرب #الصحراء_الغربية #الجزائر #قميص #اتحاد_مولودية_الجزائر #نهضة_بركان#