المغرب الصحراء الغربية ابراهيم الحسين وموسى
سفارة المملكة المغربية
سانتو دومينجو
سانتو دومنغو في 24 أبريل 2012
إلى العناية الخاصة
للسيد ياسين المنصوري
مدير المديرية العامة للدراسات والمستندات
سلام تام بوجود مولانا الإمام
وبعد، يشرفني أن أخبركم أنه قد بلغني من طرف أحد معارفي الذين أثق بهم، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أعزه الله ونصره، ينوي تشريف إقليم وادي الذهب بزيارة ميمونة في القادم من الأيام، أسوة بباقي ربوع المملكة
التي حظيت بزيارات مماثلة لجلالته يتفقد من خلالها أحوال رعاياه الأوفياء. وللتذكير فقط، وكما تعلمون فإنني إبن المنطقة ازددت وترعرعت في مدينة الداخلة، ومعروف لدى الجميع بأنني كنت ولازلت مناضلا ومنافحا عن حياض الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة، وقدمت ما قدمت في سبيل هذا الوطن العزيز الذي أتشرف كسائر المغاربة بالإنتماء إليه.
فقد كنت مسؤولا عن مندوبية الصحة بإقليم وادي الذهب أرأس الهيئة الطبية في المنطقة أيام الاستعمار الإسباني ، منذ غشت 1974 إلى غاية فبراير 1976 ، تاريخ خروج الاستعمار ، حيث حاولت الحكومة الإسبانية آنذاك بشتى الطرق إغوائي وإغرائي لأصبح زعيما سياسيا في المنطقة، وأقوم بتسيير شؤون دولة مفتعلة في الصحراء المغربية ضدا على الوحدة الترابية للمغرب، حيث أذكر أنه استقبلني الجنرال فرانكو حاكم إسبانيا وقتها مع مجموعة من الأعيان بتاريخ 14 مارس 1975 في مدريد، من أجل تشجيعي على قبول
فكرة الزعامة والقيام بالكفاح حول استقلال الصحراء وتأسيس دولة جديدة
منفصلة عن الوطن الأم المغرب.
وعندما كنت في زيارة لمدريد بتاريخ 7 يوليوز 1975 باعتباري مندوبا للصحة في إقليم وادي الذهب للقيام بجلب مواد طبية تحتاجها المندوبية في عملها اليومي في ميدان الصحة ، اتصل بي سرا سفير صاحب الجلالة آنذاك بمدريد السيد عبد اللطيف الفلالي ، ليزف لي بشرى لم ولن أنساها ما حييت وهي أن صاحب الجلالة المرحوم الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، قد شرفني بدعوته لحضور احتفالات عيد الشباب التي أقيمت بمراكش يوم 9 يوليوز من نفس السنة.
وفي سرية تامة وبدون علم السلطات الإسبانية قمت بالسفر إلى مراكش 8 يوليوز 1975 ، حيث كان لي الشرف الكبير أن أحظى بلقاء أب المغاربة جميعا الملك الراحل الحسن الثاني، خلال الاحتفالات الرسمية بعيد الشباب يوم 9 يوليوز 1975 ، واعتبرتها لحظة فارقة في حياتي لازلت أتذكرها بكل فخر واعتزاز، إذ غمرني بعطفه وأمرني رحمة الله عليه أن أكثف من نضالي لترسيخ الوحدة الترابية، وأوصاني خيرا برعاياه الأوفياء في إقليم وادي الذهب، وأن أنورهم وأدعوهم للتشبث بأهداب العرش العلوي الشريف، وبالوحدة الترابية، ومكافحة الفكر الانفصالي، والارتباط بالوطن الأم، والسير على درب أسلافنا الميامين الذين ظلوا دائما وعبر التاريخ المجيد أوفياء وملتزمين بميثاق البيعة الذي جمعهم بملوك الدولة العلوية الشريفة. كما أكد لي رحمة الله عليه، أن أستمر في منصبي على رأس مندوبية الصحة، وأقبل أي منصب سياسي يعرضه علي الإسبان، لأنه كما قال لي بالحرف الواحد لن يستطيع الإسبان مهما حاولوا أن يزرعوا في قلبي ولو ذرة واحدة من فكرة الانفصال عن الوطن الأم ، وه رهي الكلمة التي ظلت محفورة في ظميري ووجداني ، واعتبرتها وساما معلقا على صدري لم تفارقني إلى الآن ولو للحظة واحدة، لأن كلماته كانت بحق ذررا منثورا كما يشهد بذلك
القاصي قبل الداني.
وهكذا استمريت في عملي بشكل طبيعي حتى لا ألفت الإنتباه ، متبعا أوامر ووصايا جلالته الغالية ، إلى حدود 16 أكتوبر 1975 اليوم الذي أعلن فيه صاحب الجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله عن تنظيم المسيرة الخضراء المضفرة، حيث اتصلوا بي من سفارتنا بمدريد ليخبروني بضرورة الخروج من الداخلة مراعاة لسلامتي الشخصية من أي مكروه قد يحدث لي بعد هذا الإعلان ، حينها توجهت إلى مدينة الرباط ومكثت فيها إلى غاية 14 نونبر 1975 تاریخ توقيع اتفاق مدريد الثلاثي بين المغرب وإسبانيا وموريتانيا، حيث سافرت عندها إلى مدينة العيون لأكون في استقبال الوفد المغربي القادم إليها برئاسة المستشار الملكي آنذاك أحمد بن سودة رحمه الله، للمشاركة في التسيير الإداري الثلاثي المؤقت للمنطقة الصحراوية الذي امتد إلى غاية 27 فبراير 1976 تاريخ الإنسحاب النهائي لقوات الاستعمار الإسباني، تطبيقا لما جاء في اتفاقية مدريد، وعلى إثر ذلك غادرت بصفة نهائية مدينتي الداخلة التي أصبحت بعدها تحت السيطرة الموريتانية، ولم أعد إليها إلا في إطار عملية ليلة القدر التي استرجع من خلالها المغرب إقليم وادي الذهب من موريتانيا بعد انسحابها منها بتاريخ 14 غشت 1979، هذه العملية التي أمرنا من خلالها الملك الحسن الثاني رحمه الله بالتوجه إلى مدينة الداخلة لاسترجاعها ولو تطلب الأمر منا استخدام القوة المسلحة.
وللإشارة فقد حظيت بشرف الحضور الذي يتمناه أي غيور على وطنه ضمن الوفد المستقبل لجلالة المغفور له الحسن الثاني، عند قيامه بزياراته الميمونة للأقاليم الجنوبية، كان أولها في مدينة الداخلة في شهر مارس من العام 1980، ثم بعدها في كل من مدينتي العيون والسمارة.
وكما حظيت بهذا الشرف مع ملكنا الراحل طيب الله ثراه، أتمنى أن أحظى به أيضا مع ملكنا الهمام محمد السادس أمد الله في عمره، خلال الزيارة التي يعتزم القيام بها لمدينة الداخلة، ولهذا التمس منكم التفضل بالعمل على إدراج إسمي ضمن لائحة أعيان المدينة الذين سيكونون في شرف استقبال جلالته، لتحيته والسلام عليه
وفي الأخير، ألتمس منكم أن تتفضلوا بتبليغ سيدنا المنصور بالله أننا نرفع إليه آيات الطاعة والولاء ، وأننا دائما جند مجندون في خدمة أعتاب العرش العلوي المجيد
→
وتفضلوا بقبول فائق عبارات التقدير والاحترام
د. إبراهيم حسين موسى
سفير صاحب الجلالة بجمهورية الدومنيك
ودول الكرايبي
سفارة المملكة المغربية
سانتو دومنغوج . د
: المصدر
المغرب #الصحراء_الغربية #ابراهيم_الحسين_وموسى#
Be the first to comment on "تسريبات المغرب : درس في التزلف من إبداع صحراوي من مدينة الداخلة "