ملخص
هذا التقرير السري من البعثة الدائمة للمملكة المغربية في جنيف يوضح بالتفصيل حصيلة الدورة الرابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان. ويسلط الضوء على يقظة المغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء، ودوره الفعال في أعمال مجلس حقوق الإنسان، ومبادراته، ومشاركته في رعاية القرارات، ومشاركاته في المناقشات. كما تبرز الوثيقة الأحداث البارزة للدورة، والاستنتاجات المستخلصة، وضرورة البقاء متيقظين خلال الدورات المقبلة، لا سيما مع وجود الجزائر وجنوب أفريقيا وناميبيا في مجلس حقوق الإنسان.
————————————————————————-
البعثة الدائمة للمملكة المغربية
جنيف
سري للغاية
جنيف، 29 سبتمبر 2013
إلى السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون
الرباط
المستلمون الرئيسيون: Cab – DG8.1 – DG8.3
نسخة إلى: MD – 8G
الموضوع: حصيلة الدورة الرابعة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان.
يشرفني أن أعرض على سيادتكم طيه، حصيلة الدورة الرابعة والعشرين العادية لمجلس حقوق الإنسان التي اختتمت أعمالها يوم الجمعة.
أ. القضية الوطنية:
تواصل يقظة هذه البعثة خلال دورات مجلس حقوق الإنسان إعطاء ثمارها، حيث لم يثر أي وفد قضية الصحراء خلال هذه الدورة.
بفضل تطوير علاقات التعاون مع وفود الدول المعروفة بعدائها للمغرب، وكذلك استراتيجية هذه البعثة لإضفاء الطابع الثنائي على قضية الصحراء بين المغرب والجزائر، فإن المباحثات حول القضية الوطنية تقتصر على تدخلات وأنشطة المنظمات غير الحكومية.
حتى تدخلات وأنشطة المنظمات غير الحكومية التابعة للبوليساريو شهدت انخفاضًا طفيفًا خلال هذه الدورة، وذلك بفضل جهود هذه البعثة، بدعم من المنظمات غير الحكومية في أقاليمنا الجنوبية، والتي مكنت من إحباط مناوراتهم، وتشويه مصداقية أعمالهم، والرد على ادعاءاتهم، وبالتالي تحييد سعيهم لتحقيق الظهور.
أكدت المنظمات غير الحكومية في أقاليمنا الجنوبية تفوقها خلال أعمال هذه الدورة، التي لم تشهد سوى ثلاث تدخلات وفعاليتين للمنظمات غير الحكومية التابعة للبوليساريو، مقابل ست تدخلات وفعالية واحدة للمنظمات غير الحكومية في أقاليمنا الجنوبية.
كما شهدت الدورة حدثًا موازيًا نظمته TOMCT حول حالة حقوق الإنسان في الجزائر.
مكنت التعبئة التي بادرت بها هذه البعثة من رفض توصيات الخبير المستقل، السيد ألفريد دي زاياس، التي تهدف إلى إعادة إدراج بند تقرير المصير في جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان وتنظيم ورشة عمل حول هذه القضية. وفي الوقت نفسه، منعت هذه البعثة المجموعات الإقليمية (المجموعة الأفريقية ومنظمة التعاون الإسلامي) من تبني هذه التوصيات، مما أثار استياء الجزائر والبوليساريو.
ب. مساهمة البعثة في أعمال الدورة:
حافظت هذه البعثة، خلال هذه الدورة، على مشاركة نشطة ومتنوعة وعلى جميع الجبهات. وهو ما يساهم في تعزيز دورها كفاعل بارز وشريك جدي وذو مصداقية لتسهيل التوافق في الآراء داخل مجلس حقوق الإنسان، وبالتالي تعزيز ترشيح بلادنا لهذه الهيئة.
شملت إجراءات هذه البعثة خلال هذه الدورة ما يلي:
1. المبادرات التي قامت بها هذه البعثة:
الحدث الموازي الذي نظمته هذه البعثة، بالاشتراك مع بعثة أوكرانيا وDIDH، حول «دور الوقاية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان» حقق نجاحًا كبيرًا على مستوى المشاركين وعلى مستوى جودة المناقشات. وقد مكن من إبراز مكاسب المغرب في مجال حقوق الإنسان وتعزيز المكانة التي تحتلها بلادنا كمدافع قوي عن هذه الحقوق.
كما شاركت البعثة في رعاية الحدث الموازي الذي نظمته سويسرا حول الأرشيف في عمليات العدالة الانتقالية، والذي سلط فيه المقرر الخاص المعني بتعزيز الحقيقة الضوء على التجربة المغربية.
كما بادرت البعثة، بالاشتراك مع دول أخرى، بستة قرارات خلال هذه الدورة لمجلس حقوق الإنسان. ويشمل ذلك على وجه الخصوص القرارات المتعلقة بـ:
التدهور الخطير والمستمر في حقوق الإنسان والوضع الإنساني في الجمهورية العربية السورية، بالاشتراك مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وقطر وتركيا؛
دور الوقاية في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، بالاشتراك مع أوكرانيا وهنغاريا وبولندا وجزر المالديف وأوروغواي؛
تعزيز حقوق الإنسان من خلال الرياضة والمثل الأولمبية، مع روسيا والبرازيل واليونان وجمهورية كوريا واليابانوالكونغو ولبنان؛
حلقة نقاش حول سلامة الصحفيين، بالاشتراك مع النمسا وسويسرا والبرازيل وتونس؛
البرنامج العالمي بشأن التثقيف في مجال حقوق الإنسان، بالاشتراك مع المنصة المعنية بالتثقيف والتدريب في مجال حقوق الإنسان والمكونة من سويسرا وإيطاليا وكوستاريكا وسلوفينيا والفلبين والسنغال؛
المساعدة التقنية وبناء القدرات مع تايلاند والبرازيل وإندونيسيا والنرويج وهندوراس وسنغافورة وتركيا.
إن تنوع مواضيع هذه المبادرات والشركاء الذين أطلقت معهم يجعل المغرب في صميم أعمال مجلس حقوق الإنسان ويعزز دوره كطرف مفضل ومعتدل داخل مجلس حقوق الإنسان.
2. المشاركة في أعمال الدورة:
على غرار الدورات السابقة، تدخلت هذه البعثة بشكل منهجي في جميع بنود جدول الأعمال، مسجلة بذلك ما يلي:
22 بيانًا خلال المناقشات التفاعلية والعامة في إطار البنود العشرة لجدول أعمال مجلس حقوق الإنسان؛
14 مداخلة بشأن اعتماد التقارير النهائية للاستعراض الدوري الشامل؛
4 بيانات باسم المجموعة الأفريقية، وبيان واحد باسم المجموعة العربية، و3 بيانات باسم المجموعة الفرانكفونية التي يشارك في رئاستها المغرب وكندا.
كما أبرزت البعثة مشاريع الإصلاحات لصالح حقوق الإنسان التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وإبراز الاستثناء المغربي في السياق الحالي في المنطقة العربية.
حرصت البعثة على التدخل في جميع المناقشات المتعلقة بالدول من أجل تقديم الدعم للدول الصديقة، بما في ذلك الصومال والسودان واليمن ومالي وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكمبوديا.
شاركت البعثة في رعاية غالبية القرارات التي اعتمدها مجلس حقوق الإنسان خلال هذه الدورة -28 من أصل 38-. إضافة إلى ذلك، شاركت هذه البعثة بنشاط في المفاوضات بشأن جميع القرارات المقدمة خلال هذه الدورة. وحافظت على دور المغرب كدولة معتدلة وميسرة يتم طلبها باستمرار للتوفيق بين المواقف المتباينة والعمل على قبول لغة توافقية.
ج. الأحداث البارزة في الدورة:
لا تزال الأزمة السورية تستحوذ على المناقشات خلال أعمال مجلس حقوق الإنسان. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى وجود حالة من الملل من جانب الوفود، لا سيما بسبب المناقشات التي أصبحت متكررة والجمود على المستوى السياسي لحل هذه القضية. ومن المؤكد أن فشل المبادرة البريطانية لحشد المزيد من الدعم للقرار السوري من خلال نص قصير ومعتدل سيكون له عواقب على القرار القادم. ولن يكون مقبولاً بعد الآن من جانب أعضاء المجموعة الأساسية المعنية بهذا القرار، مثل قطر أو تركيا أو المملكة العربية السعودية، الحجة القائلة بالحصول على المزيد من الأصوات عن طريق إضعاف النص.
يواصل الغرب ودول أمريكا اللاتينية استراتيجيتهم الرامية إلى إدراج قضايا خلافية، لا سيما قضية الميل الجنسي، في القرارات التي يعتمدها مجلس حقوق الإنسان، كما يتضح من محاولاتهم في قرارات غير إشكالية مثل تعزيز حقوق الإنسان من خلال الرياضة ووفيات ومراضة الرضع.
أكد الغرب، مرة أخرى، سيطرته على مجلس حقوق الإنسان. فهم الآن يفرضون مواقفهم ولم يعودوا يخشون تعديلات دول مثل روسيا والصين وكوبا وفنزويلا والهند وباكستان، كما يتضح من رفض، عن طريق التصويت، نحو خمسة عشر تعديلاً قدمتها هذه الدول على القرارين المتعلقين بالمجتمع المدني والمقدم من أيرلندا والتعاون مع الأمم المتحدة والمقدم من هنغاريا. والأكثر من ذلك، يستخدم الغرب استراتيجية لحشد دول الجنوب إلى مجموعتهم الأساسية، مثل تونس أو بوتسوانا أو سيراليون أو جزر المالديف، من أجل عرقلة مواقف المجموعات التي تتعارض مع مصالحها.
ومع ذلك، سمحت هذه الدورة بتكريس ظهور « مجموعة البلدان ذات التفكير المماثل » التي تحاول أن تكون ثقلاً موازنًا للدول الغربية. ومن المؤكد أن هذه المجموعة ستكتسب نفوذاً في ضوء التشكيلة المستقبلية لمجلس حقوق الإنسان، مع الاحتمال الكبير لدخول روسيا وكوبا والصين، إضافة إلى فنزويلا والهند وباكستان.
د. الاستنتاجات
سمحت هذه الدورة، وهي الأخيرة قبل انتخابات مجلس حقوق الإنسان، بتعزيز مكانة المغرب كفاعل لا غنى عنه ومعتدل داخل مجلس حقوق الإنسان، سواء من خلال مشاركته في جميع المناقشات، أو المبادرات المتعددة التي قام بها، أو دوره كجسر للتواصل الذي تلعبه بلادنا.
على النقيض من ذلك، حافظت الجزائر وجنوب أفريقيا وناميبيا على مواقفها غير المرنة، مع مشاركة محدودة في أعمال مجلس حقوق الإنسان. وظل جنوب السودان غائباً تقريباً عن دورة مجلس حقوق الإنسان.
تواصل رؤية قضية الصحراء في مناقشات المجلس في الانحسار، حيث لم تثر هذه القضية إلا من قبل عدد قليل من المنظمات غير الحكومية المؤيدة للبوليساريو.
لم ينجح الحدثان الموازيان اللذان نظما لصالح خصومنا، في استقطاب سوى نحو عشرة مستمعين لكل منهما ممن يؤمنون بالأطروحات الانفصالية. وقد أظهر هؤلاء المستمعون قدراً أقل من المبادرة مقارنة بالدورات الأخيرة.
إن الأثر الإعلاني الذي كان خصومنا يأملون فيه، فيما يتعلق باكتشاف المقبرة الجماعية المزعومة، لم يكن له أي صدى تقريباً داخل المجلس، لا في الجلسة العامة ولا في الكواليس.
وينبغي أن تظل اليقظة قائمة، لا سيما خلال الدورة المقبلة التي ستجلس فيها الجزائر وجنوب أفريقيا وناميبيا في مجلس حقوق الإنسان على قدم المساواة مع المغرب، وذلك لإحباط أي محاولة من جانب هذه البلدان لإثارة القضية الوطنية خلال أعمال مجلس حقوق الإنسان أو تقديم قرار بهذا الشأن.
السفير، الممثل الدائم)
عمر هلال
#مجلس_حقوق_الإنسان #CDH ##دبلوماسية #علاقات_دولية #جنيف #الأمم_المتحدة #الصحراء #الصحراء_الغربية #الجزائر #البوليساريو #حقوق_الإنسان #سياسة_عالمية #CDH #أفريقيا #الشرق_الأوسط #سوريا #إصلاح_حقوق_الإنسان #المجتمع_المدني #القانون_الدولي #تعددية_الأطراف #تقرير_دبلوماسي #تحليل_سياسي #جغرافيا_سياسية #تعاون_دولي #الدفاع_عن_حقوق_الإنسان #التثقيف_في_مجال_حقوق_الإنسان #الرياضة_وحقوق_الإنسان #سلامة_الصحفيين #عدالة_انتقالية #المغرب
Soyez le premier à commenter