اجتماع مع سفير المملكة المتحدة لمناقشة الحوار الاستراتيجي
استقبلت السيدة الوزيرة المنتدبة يوم 26 مارس 2013 سفير المملكة المتحدة، السيد كلايف ألدرتون، لإجراء مناقشة متابعة، بناءً على طلب من السفير، حول الجدول الزمني للأحداث المتعلقة بالحوار الاستراتيجي. وقد جاء هذا الاجتماع بعد أن أبلغت هذه الوزارة أن المغرب غير مستعد لإبرام حوار استراتيجي في الوقت الراهن. وأوضحت السيدة الوزيرة المنتدبة أنه في حين أن المغرب حريص على تطوير علاقات قوية مع المملكة المتحدة، فإن التوقيت والمضمون ليسا في مستوى طموحات وتوقعات البلدين. وأكدت السيدة الوزيرة المنتدبة أن الإطار الحالي لمناقشاتنا الحالية يمكن أن يستمر في كونه إطارًا لتبادلاتنا المثمرة.
بناءً على إمكانية تغيير الموعد إلى تاريخ لاحق، وهو ما عبر عنه الجانب المغربي، سعى سفير المملكة المتحدة إلى الإقناع بخلاف ذلك. وأعرب سفير المملكة المتحدة عن تفهمه لموقف المغرب وقلقه، وكرر التأكيد على أن الطرفين يدخلان في شراكة متكافئة، وأن المملكة المتحدة لا تضغط بأي حال من الأحوال على المغرب لقبول ما ليس في صالحه. ومع ذلك، يرى السفير أن الخامس عشر من أبريل هو الموعد المثالي ليس فقط لتوقيع اتفاقيات التعاون وإعادة إطلاق مجلس الأعمال البريطاني المغربي، بل وأيضًا للإعلان عن إطلاق الحوار الاستراتيجي.
ومن المهم بالنسبة للجانب البريطاني تنظيم جميع الأحداث في وقت واحد، من أجل الاستفادة من التغطية الإعلامية الكاملة والظهور الإعلامي، وهو أمر يصعب الحصول عليه في لندن. والسياق داخل الحكومة البريطانية هو أن أي موعد لاحق لإطلاق الحوار الاستراتيجي، سيشمل انتظارًا لمدة عام لتوحيد جميع الأعضاء المعنيين. ومثل هذا النطاق الزمني سيؤجل فوائد هذه الشراكة إلى أوقات لاحقة.
وتعتبر المملكة المتحدة أن 90% من العمل المطلوب للإطلاق في 15 أبريل موجود بالفعل، مما يتطلب الحد الأدنى من التحضير من الجانب المغربي. وقد تم تأكيد حضور وزير الدولة لشؤون الدفاع ووزير الداخلية (وزير الداخلية) ووزير الخارجية من الجانب البريطاني. وقد تم تقديم نموذج لبيان مشترك (انظر الوثيقة المرفقة) إلى السيد الوزير المنتدب، لتوضيح مسار الاحتفال من وجهة النظر البريطانية. وأصر السيد السفير على أن الأهمية تكمن في النتائج والمحصلة النهائية لإعلان الحوار الاستراتيجي. وتتطلع لندن بفارغ الصبر إلى تلقي رؤى مغربية حول الشؤون الدولية التي تهم الطرفين، بما في ذلك تقديم المزيد من الدعم من جانب المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء.
وردًا على إصرار المملكة المتحدة على تنفيذ الجدول الزمني المحدد، أوضح السيد الوزير المنتدب أن الوقت اللازم لإنشاء إطار عمل عميق وشامل على الصعيد العالمي يعكس العلاقات النموذجية التي تربط بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، لا يندرج ضمن الجدول الزمني المقترح. والقيود الزمنية للجدول الزمني الحالي لا تسمح بوضع مثل هذا الإطار الجوهري. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك مفاوضات داخلية متعمقة وعمل يتعين القيام به على الجانب المغربي، من أجل التنسيق بين جميع الوزارات والأطراف المعنية. وهذا من شأنه أن يسمح بتحقيق تماسك داخلي يمكن الاستناد إليه في هيكلة أي محادثات مستقبلية بشأن الحوار الاستراتيجي. وعلاوة على ذلك، وبعد الاطلاع على الحوار الاستراتيجي المقترح من جانب المملكة المتحدة، أعرب السيد الوزير المنتدب عن عدم موافقته بشكل قاطع على الصياغة المتعلقة بمحور الصحراء، والتي لا تتفق مع روح الحوار الاستراتيجي، الذي يجب أن يراعي مصالح البلدين.
وبالتحول إلى موضوع المناقشة حول قضية الصحراء، أعرب السفير بصوت عالٍ عن تعزيز دعم المملكة المتحدة لقضية الصحراء، في ضوء التقدم الهائل الذي أحرزه المغرب في هذه القضية. وأشاد السفير بـ تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي باعتباره مثالاً رائعًا على الشفافية والتزام الجهود المغربية للتوصل إلى حل دائم ومتفق عليه للنزاع. كما أشار السيد السفير إلى النقاط التي أثيرت خلال مأدبة الغداء التي جمعته بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، كريستوفر روس. وقد أثيرت مسائل الحوكمة وأهمية استمرار الاتصال بين المغرب والجزائر. وحرص السيد الوزير المنتدب على الإشارة إلى أنه لم يتم التطرق إلى موضوع الحوكمة في الاجتماع الأخير الذي عقد في الرباط مع كريستوفر روس.
في ضوء الصداقة التي تربط البلدين، حذر سفير المملكة المتحدة السيد الوزير المنتدب من التأثير ‘السلبي’ و’غير المرغوب فيه’ الذي يمكن أن تحدثه التغطية الإعلامية السيئة بشأن المغرب والصحراء على الرأي العام الدولي. وجاء هذا التحذير في أعقاب الحادث الذي شهد إبعاد بعض نواب البرلمان الأوروبي من دخول الأراضي المغربية، وبالتالي منعهم من زيارة مدينة العيون. ورداً على هذا الحادث، أوضح السيد الوزير المنتدب أن نواب البرلمان الأوروبي المعنيين كانت لديهم أجندة سياسية معروفة مسبقاً معادية للموقف المغربي وقضية الصحراء، وأن وجودهم على الأرض لم يكن ليؤدي إلا إلى المزيد من ‘تسييس’ القضية. وعلاوة على ذلك، كرر السيد الوزير المنتدب أن المملكة المغربية تظل منفتحة ومستعدة لاستضافة أي زيارات مستقبلية، وبالتالي الحفاظ على موقفها المتمثل في تعزيز الشفافية والحرية.
وقد أعرب السيد الوزير المنتدب عن شكره وامتنانه الشديدين، معتبراً هذا العمل بمثابة عمل من أعمال الصداقة الحقيقية.
وقد كرر كل من السيد الوزير المنتدب والسيد السفير تأكيد الصداقة العظيمة التي تجمع البلدين، واستعداد الطرفين للعمل معًا وبشكل وثيق للارتقاء بهذه العلاقة إلى مستويات ومعايير أعلى.
المغرب_المملكةالمتحدة #الحوار_الاستراتيجي #الدبلوماسية #العلاقات_الدولية #قضية_الصحراء #السياسة_البريطانية #السياسة_المغربية #مجلس_الأعمال #اتفاقيات_التعاون #التغطية_الإعلامية #الشفافية #الحوكمة #كريستوفر_روس #نواب_البرلمان_الأوروبي #العيون #الأجندة_السياسية #الرأي_العام_الدولي #الصداقة #الشراكة #العلاقات_العالمية
Soyez le premier à commenter