تسريبات المغرب : مسؤول فرنسي يصف سياسة الجزائر « في مالي بـ « اللعبة الغير الواضحة

في معرض حديثه عن الدور المريب الذي تلعبه الجزائر في مالي ومنطقة الساحل (قضية الطوارق، وعلاقاتها مع أنصار الدين، ومع الكابتن سانوجو الذي أصبح جنرالاً منذ ذلك الحين)، أعرب السيد بيلارد عن قلقه بشأن الدور الذي ستلعبه الجزائر، ولا سيما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة

مشاورات المغرب وفرنسا حول أفريقيا
باريس، 9 سبتمبر 2013

تقرير

خلال اللقاء مع سفير صاحب الجلالة الملك في فرنسا والسفير المدير للشؤون الأفريقية، أعرب المسؤولون الفرنسيون عن رغبتهم في « أفْرَقَة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا ».

أعربت السيدة لو غال والسيد بيلارد عن رغبتهما في تنظيم زيارة إلى الرباط لمواصلة المشاورات السياسية مع المغرب حول القضايا الأفريقية، وأيضًا للإعداد لقمة الإليزيه. (أعرب السيد بيلارد عن رغبته في تعزيز التنسيق على مستوى نيويورك وباريس والرباط وأديس أبابا، موضحًا أنه سيتم إعطاء تعليمات في هذا الشأن للسفارات الفرنسية في هذه العواصم).

ويخلص من هذه اللقاءات العناصر المعلوماتية التالية:

القضية الوطنية داخل الاتحاد الأفريقي
أبدى الجانب الفرنسي استغرابه وعدم فهمه للموقف الذي اتخذته رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيدة زوما، بشأن القضية الوطنية. وأشار المسؤولون الفرنسيون إلى أن السيدة زوما نشطة للغاية في هذه القضية وأن موقفها لا يعكس موقف غالبية الدول الأفريقية بشأن القضية الوطنية.

أشار السيد بيلارد إلى أنه لاحظ « انزعاجًا معينًا » إزاء الوجود القوي لجنوب أفريقيا والجزائر داخل الاتحاد الأفريقي. ويرى المسؤول الفرنسي أن الدول الأفريقية الكبرى الأخرى، ولا سيما نيجيريا وإثيوبيا، تعتزم استعادة المكانة التي تستحقها وأن ذلك قد يشكل عنصرًا إيجابيًا لتموقع المغرب. ومن المرجح ألا يعود التجديد المقبل لمنصب مفوض الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن إلى الجزائر.

تجدر الإشارة إلى أن السيدة لو غال أبلغت بأن رئيس الجمهورية الفرنسية يعتزم القيام بزيارة إلى جنوب أفريقيا قريبًا. ويمكن إثارة القضية الوطنية، ولا سيما إمكانية تخفيف المواقف تجاه بلدنا، مع السلطات الجنوب أفريقية.

تقدير السلطات الفرنسية للدور الذي يلعبه المغرب في منطقة الساحل

حرص المسؤولون الفرنسيون على التعبير عن تقديرهم للمغرب لدعمه لفرنسا في إطار عملية سيرفال في مالي. وأعربوا عن قناعتهم بالعمق التاريخي والثقافي والاستراتيجي للمغرب في منطقة الساحل وأفريقيا، وإدانتهم للمناورات التي تهدف إلى استبعاد بلدنا من قضايا منطقة الساحل.

كما أعرب الجانب الفرنسي عن قلقه إزاء تطور الوضع في هذه المنطقة. وتشير عناصر التقييم المتوفرة لديه إلى انتقال التهديد من جنوب ليبيا إلى السودان والنيجر.

وفي هذا الصدد، أعرب المسؤولون الفرنسيون عن ضرورة إيجاد إطار للتعاون يشمل جميع البلدان المعنية، بما في ذلك المغرب والجزائر. وأبدوا اهتمامهم بإمكانية توسيع تجمع دول الساحل والصحراء ليشمل الجزائر. وقد يكون لإطار 5+5 الموسع ليشمل دول منطقة الساحل أيضًا أهمية، حتى وإن كان غير رسمي.

أعرب السيد بيلارد عن رغبته في أن يلعب المغرب دورًا استقرارًا في منطقة الساحل على الصعيد الديني. وأشار إلى أن فرنسا تولي اهتمامًا خاصًا للعمق الصوفي للمغرب، الذي يمكن أن يشكل ثقلاً موازنًا أساسيًا للحركات الإسلامية المتطرفة في المنطقة.

الوضع في منطقة الساحل وأفريقيا الوسطى

فيما يتعلق بالوضع في مالي، أعرب المسؤولون الفرنسيون عن ارتياحهم لسير الانتخابات الرئاسية. وأفاد السيد بيلارد بأن فرنسا ستواصل اليقظة بشأن قضية مالي من خلال الحفاظ على وجود عسكري (1000 جندي) ومتابعة مسألة المصالحة الوطنية عن كثب. ويرى السيد بيلارد أن الرئيس المالي الجديد يقيم علاقات جيدة مع الجزائر. وتساءل عن توجه وزير الخارجية الجديد، مؤكدًا أنه بالنسبة لفرنسا، يجب على الحكومة المالية إظهار التوازن. وفي معرض حديثه عن الدور المريب الذي تلعبه الجزائر في مالي ومنطقة الساحل (قضية الطوارق، وعلاقاتها مع أنصار الدين، ومع الكابتن سانوجو الذي أصبح جنرالاً منذ ذلك الحين)، أعرب السيد بيلارد عن قلقه بشأن الدور الذي ستلعبه الجزائر، ولا سيما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.

كما تم تناول الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى. وأشار السيد بيلارد إلى أن فرنسا لا ترغب في أن تكون في الخط الأمامي، بل تعتزم بدلًا من ذلك حث شركائها الأوروبيين وفي مجلس الأمن على النظر في الوضع « المأساوي والخطير » في هذا البلد، والذي يمكن أن يكون له تأثير إقليمي. وفي الوقت الذي رحب فيه بقرار الاتحاد الأفريقي إرسال قوات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، أكد السيد بيلارد أن فرنسا تجري مشاورات مع الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إمكانية المساعدة في نشر القوات الأفريقية. وسيتم تقديم قرار جديد إلى مجلس الأمن لدعم الاتحاد الأفريقي وجماعة دول أفريقيا الوسطى.

كما أعرب المسؤول الفرنسي عن قلق فرنسا بشأن الوضع في السودان. وفي الوقت الذي أشار فيه إلى خيبة أمل الدول الغربية، ولا سيما الولايات المتحدة، إزاء جنوب السودان، أشار السيد بيلارد إلى وجود تقارب خطير بين الرئيس السوداني وإيران وحماس، الأمر الذي يثير استياء المملكة العربية السعودية. كما أشار إلى توغل إسرائيلي في الأراضي السودانية لوقف تسليم الأسلحة إلى حماس.

الوضع في غرب أفريقيا وخليج غينيا

أفاد المسؤولون الفرنسيون بأن القرصنة في خليج غينيا، الذي تأتي منه غالبية واردات فرنسا النفطية، تشكل أيضًا مصدر قلق. وقد لاحظت فرنسا زيادة كبيرة في أعمال القرصنة في المناطق البحرية الخارجية، وترى أن الاتحاد الأوروبي يمكن أن يساعد الدول الأفريقية في مكافحة هذه الآفة.

وفي الوقت الذي شكر فيه المغرب على المساعدة التي قدمها للسلطات الغابونية في مجال الأمن، أشار المسؤولون الفرنسيون إلى أن فرنسا لا ترغب في أن تكون في الخط الأمامي، لكنها ترى أنه من الضروري توعية دول المنطقة، ولا سيما نيجيريا التي لديها قوة بحرية فعالة، بمخاطر القرصنة.

وفيما يتعلق بغينيا بيساو، أشار السيد بيلارد إلى أن فرنسا تشجع حكومة غينيا بيساو على مزيد من الشفافية وتنظيم الانتخابات. وكشف عن تردد البرتغال وأنغولا في رؤية تدخل فرنسي كبير في هذا البلد. ورأى أن الوضع يمكن أن يتطور بشكل إيجابي، ولا سيما من خلال مشاركة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) ومجموعة البلدان الناطقة باللغة البرتغالية.

من جانبها، أبلغت السيدة لو غال بأن الإجراءات القضائية في إطار قضايا « الممتلكات المكتسبة بطريقة غير مشروعة » ستتبع مسارها. وأشارت إلى أن الرئيس الفرنسي منع صراحة أي تدخل من السلطة التنفيذية في القضاء. وأضافت السيدة لو غال أن غينيا الاستوائية وحدها هي التي تواصل اتخاذ خطوات في فرنسا بشأن هذا الأمر.

منطقة البحيرات الكبرى

يرى السيد بيلارد أن الوضع في منطقة البحيرات الكبرى يتطور بشكل إيجابي. وأشار إلى أن القرار 2098 يمثل ظهور عقيدة جديدة داخل بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، من خلال السماح بنشر قوة مسلحة. وأكد أن الجهود مستمرة مع جميع الجهات الفاعلة في المنطقة لاستبدال نهب جمهورية الكونغو الديمقراطية بنمط جديد من التعاون يسمح بتصدير السلع عبر المحيط الهندي لصالح جميع دول المنطقة.

وأفاد المسؤول الفرنسي بأن رواندا عملت على إفشال هذه العملية. وقد أعربت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى عن استيائهما بشأن تصرفات رواندا وحركة 23 مارس. وأشار إلى أن السيدة سوزان رايس وحدها داخل الإدارة الأمريكية تواصل دعم هذا البلد.

قمة الإليزيه للسلام والأمن في أفريقيا

عرض السيد هوغو سادا والسيدة لو غال الخطوط العريضة للقمة المقبلة للإليزيه للسلام والأمن في أفريقيا. وأشار الجانب الفرنسي إلى أن فرنسا ترغب في مواصلة التمارين السابقة (على مستوى الشكل) وإحداث فرق في الوقت نفسه من خلال إقامة شراكة على قدم المساواة ومربحة للطرفين. ومن المتوقع أن يحضر هذا الحدث نحو أربعين رئيس دولة.

وأضاف المسؤولون الفرنسيون أن قمة الإليزيه تمثل بداية سلسلة ستمكن فرنسا من الدفاع عن أفريقيا والترويج لها على المستوى الأوروبي. وستتبع قمة الإليزيه في ديسمبر اجتماع مجلس الدفاع الأوروبي، ثم قمة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في أبريل 2014.

ستتم مناقشة ثلاثة مواضيع خلال قمة الإليزيه هذه:

مسألة السلام والأمن: بالنسبة للجانب الفرنسي، يتعلق الأمر باستخلاص الدروس من أجل التمكن من مساعدة القارة الأفريقية بشكل أفضل. وتعتزم فرنسا العمل على مساعدة البلدان الأفريقية على تعزيز قدراتها على ثلاثة مستويات، على المستوى الوطني ودون الإقليمي والإقليمي. ويجري النظر أيضًا في مسألة المساعدة في إنشاء قوة التدخل السريع التابعة للاتحاد الأفريقي. كما سيتم تناول مواضيع أخرى، ولا سيما مكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات والقرصنة البحرية.

تجدر الإشارة إلى أن الجانب الفرنسي أعلن أيضًا عن رغبة فرنسا في تنظيم قمة بين الاتحاد الأوروبي وأمريكا وأفريقيا بشأن الاتجار بالمخدرات في عام 2014. ويمكن طلب دعم الدول الأفريقية لهذه المبادرة خلال قمة الإليزيه.

مسألة التنمية: أشار المسؤولون الفرنسيون إلى أن الأمر يتعلق بدراسة سبل تعزيز الشراكة بين فرنسا وأفريقيا، وكذلك بين الاتحاد الأوروبي وأفريقيا، في منطق رابح للطرفين. ويجري دراسة عدة مسارات للتفكير، ولا سيما التبادلات الإنسانية والفكرية، وإنشاء أدوات تمويل في خدمة النمو، وتسريع النمو من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

مسألة تغير المناخ: أشار المسؤولون الفرنسيون إلى أن قمة الإليزيه ستشكل فرصة مناسبة لتوحيد الجهود وتنسيق المواقف تحسبًا لإبرام اتفاق دولي جديد بشأن المناخ خلال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP21) في عام 2015 في باريس.

أشار الجانب الفرنسي، الذي يود مشاركة قوية من البلدان الأفريقية الناطقة باللغتين الإنجليزية والبرتغالية، إلى أن البلدان المعلقة عضويتها في الاتحاد الأفريقي لن تتم دعوتها إلى القمة. وفي الوقت الراهن، لم تتم دعوة مصر إلى هذه القمة، ولكن هذا الموقف يمكن أن يتغير، حسب التطورات السياسية التي يشهدها هذا البلد. وأفادت بأن جميع الوفود يمكن أن تتدخل خلال الموائد المستديرة، ولكن الأولوية ستعطى للوفود الممثلة على مستوى رؤساء الدول. وفي هذا الصدد، تود السيدة لو غال معرفة المائدة المستديرة التي يود المغرب التدخل خلالها من أجل إدراج بلدنا في جدول الأعمال.

المصدر:



#المغرب_فرنسا #أفريقيا #العلاقات_الثنائية #قمة_الإليزيه #السياسة_الأفريقية #التعاون_الأفريقي #الأمن_الأفريقي #الساحل #مالي #القرصنة_البحرية #الاتحاد_الأفريقي #الاتحاد_الأفريقي #تنمية_أفريقيا #تغير_المناخ #جمهورية_أفريقيا_الوسطى #البحيرات_الكبرى #فرنسا_أفريقيا #الدبلوماسية #الجغرافيا_السياسية #الإرهاب #السودان #إيكواس #غينيا_بيساو #المغرب #فرنسا #جنوب_أفريقيا #الجزائر #نيجيريا #إثيوبيا

Visited 14 times, 16 visit(s) today

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*