تسريبات المغرب : ورقة حول شؤون المغرب العربي 

- اتسمت العلاقات المغربية الجزائرية بالتأرجح بين التوتر والانفراج، منذ استقلال الجزائر سنة 1962، بسبب عوامل عدة أهمها موضوع الحدود البرية المغلقة، وقضية الصحراء الغربية.


تسريبات المغرب : ورقة حول شؤون المغرب العربي 

أولا: مقدمة عامة:

– حتمت التغيرات الكبرى والحراك الاجتماعي والسياسي القوي الذي شهدته المنطقة المغاربية، خاصة تونس وليبيا، والتي أفرزت نخبا جديدة وفاعلين سياسيين واقتصاديين وإعلاميين جدد، حتمت على الدبلوماسية المغربية بذل جهود خاصة لنسج روابط تعاون مع أقطاب هذه النخب الجديدة، وذلك بهدف تعزيز علاقات التعاون مع هذه الدول وخدمة المصالح العليا للمغرب، وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية.

– يؤكد المغرب أن استقرار كل من تونس وليبيا يشكل عنصرا رئيسيا للاستقرار والأمن المغاربي، ويعمل على مواكبة هذين البلدين في هذه الظرفية ومساعدتهما على تجاوز هذه الفترة الانتقالية ودعم الجهود المبذولة من قبل قيادتيهما لتحقيق الأهداف المسطرة.

– يعمل المغرب على بحث كل الوسائل التي من شأنها أن تساعد على استرجاع الثقة وتطبيع العلاقات مع الجارة الجزائر وفتح الحدود البرية المغلقة بقرار جزائري، وتنمية العلاقات التجارية وإقامة المشاريع المشتركة، وكذا إيجاد تسوية للقضايا العالقة بين البلدين.

– يحرص المغرب على تمتين علاقاته الأخوية بموريتانيا، التي تمثل العمق الاستراتيجي للمغرب في إفريقيا، وقد أعطت الدورة السابعة للجنة العليا المشتركة المغربية الموريتانية، المنعقدة بنواكشوط يومي 23 و 24 أبريل 2013، برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، دفعا جديدا لعلاقات البلدين من خلال التوقيع على 17 اتفاقية للتعاون في مختلف الميادين.

أولا: الجزائـــر:

1 ) العلاقات السياسية:

– اتسمت العلاقات المغربية الجزائرية بالتأرجح بين التوتر والانفراج، منذ استقلال الجزائر سنة 1962، بسبب عوامل عدة أهمها موضوع الحدود البرية المغلقة، وقضية الصحراء المغربية.

– وقد شكل اللقاء الذي جمع وزيري خارجية البلدين، على هامش الدورة الرابعة للمنتدى العربي-التركي، الذي احتضنته الرباط في 11 نوفمبر 2011، فرصة للدفع بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب في مجالات الطاقة والفلاحة والثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة والاتصال، وهو ما حمل مؤشرات إيجابية في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين.

– بمبادرة من المغرب، وتأكيدا لحسن النية والرغبة الصادقة لتجاوز المراحل العصيبة في العلاقات مع الجارة الجزائر، وعملا بمقتضيات الدستور الجديد، الذي يمنح الأولوية في العلاقات الخارجية لبلادنا للفضاء المغاربي، قام السيد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، بزيارة إلى الجزائر يومي 23 و24 يناير 2012، والتي تعتبر الأولى من نوعها منذ سنة 2003، أجرى خلالها لقاءات رسمية تباعا مع كل من وزير الخارجية الجزائري السيد مراد مدلسي، و وزير الدولة الممثل الشخصي للرئيس عبد العزيز بلخادم، ورئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد العزيز بوتفليقة.

ثانيا: تونـــس

– موقف المغرب من التطورات في تونس:

– في خضم التطورات السياسية التي شهدتها تونس، أكد المغرب على تضامنه القوي والصادق مع الشعب التونسي ودعمه للحوار الوطني المثمر بين مختلف المكونات السياسية ومجموع القوى الحية التونسية لإقرار السلم والاستقرار والوئام.

– يحرص المغرب على دعمه لتونس في هذه الظرفية لتجاوز صعوبات هذه المرحلة الانتقالية وتحقيق الأهداف السياسية المعلنة.

– يسعى المغرب إلى تقوية التنسيق والتشاور مع تونس لتفعيل العمل المغاربي المشترك، ولتنشيط مؤسسات وهياكل اتحاد المغرب العربي، باعتباره أولوية وإطارا مكملا للتعاون الثنائي وأداة للتكامل والاندماج بين الدول المغاربية الخمس وتنسيق المواقف في التجمعات الإقليمية والدولية التي يشارك فيها البلدان، خاصة مجموعة 10 والاتحاد من أجل المتوسط واتفاقية إقامة منطقة التبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية.

-علاقات التعاون:

– تتعدد آليات التعاون الثنائي المغربي–التونسي، ويأتي على رأسها:

* اللجنة الكبرى المشتركة التي تجتمع سنويا برئاسة رئيسي حكومة البلدين، وينتظر أن تعقد الدورة 18 لهذه اللجنة بتونس خلال سنة 2013، بعد أن انعقدت الدورة السابقة في الرباط بتاريخ 15 يونيو 2012. وسيعمل البلدان على وضع خارطة طريق على المدى القصير تركز على المجالات الحيوية والتكاملية بينهما كالاستثمار المشترك وبناء شراكات منتجة في مختلف المجالات.

* يتيح الإطار القانوني المنظم لعلاقات التعاون بين البلدين مجالا واسعا لتنمية التعاون في شتى القطاعات، حيث يبلغ عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين 168 اتفاقية وبرتوكول ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي.

* تعد اتفاقية التبادل الحر الثنائية الموقعة بالرباط بتاريخ 16 مارس 1999، واتفاقية إقامة منطقة التبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية (المغرب وتونس ومصر والأردن) الموقعة بأغادير بتاريخ 25 فبراير 2004 والتي دخلت حيز التنفيذ بتاريخ 27 مارس2007 أهم ركائز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.

– شهدت الفترة الأخيرة تبادل العديد من الزيارات بين المسؤولين في البلدين، على رأسها:

– زيارة فخامة رئيس الجمهورية التونسية ، محمد المنصف المرزوقي إلى بلادنا في الفترة من 9 إلى 11 فبراير 2012، حيث استقبل من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله،

– زيارة السيد عبد الإله ابن كيران ، رئيس الحكومة إلى تونس في 24 ماي 2012،

– زيارة رئيس الحكومة التونسية السابق، حمادي الجبالي لبلادنا في 15 يونيو 2012،

– زيارة السيد كريم غلاب ، رئيس مجلس النواب، والسيد سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى تونس للمشاركة في احتفالات تخليد ذكرى ثورة 14 يناير 2011.

ثالثا: لـــيــبــيا

– موقف المغرب من التطورات في ليبيا:

– تعتبر المملكة المغربية « ليبيا الجديدة » شريكا أساسيا في بناء الفضاء المغاربي وتحقيق طموحات الشعوب المغاربية في الاندماج والتنمية، وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما تولي أهمية كبيرة للبعد الإنساني لهذه العلاقات والمتمثل في ضرورة رعاية شؤون أبناء جالية البلدين.

– منذ بداية الأحداث في ليبيا شهر فبراير 2011، تبنى المغرب موقفا واضحا وثابتا وداعما للشعب الليبي الشقيق الذي ناضل من أجل الديمقراطية والحرية والتقدم مع الحرص الدائم على الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا وأمنها واستقرارها.

– انخرط المغرب بكل ديناميكية في الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل للأزمة الليبية. وكان دائما يدعو إلى وضع مقاربة شمولية تدمج الأبعاد الأمنية والسياسية والإنسانية وتمكن مختلف مكونات الشعب الليبي من تخطي مخلفات المرحلة السابقة.

– لم يتوان المغرب في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للتخفيف من وطأة الأوضاع الصعبة التي كان يواجهها آلاف اللاجئين من مختلف الجنسيات ممن نزحوا إلى الأراضي التونسية. فقد أقام مستشفى ميدانيا بمخيم اللاجئين في منطقة رأس جدير الحدودية بين ليبيا وتونس، وتكفل بعلاج ما يناهز 104 من الجرحى الليبيين بالمستشفى العسكري بالرباط.

– ساعدت المملكة المغربية ليبيا على استعادة مكانتها داخل المجتمع الدولي، من خلال قيادة عملية استصدار قرار عن مجلس حقوق الإنسان بجنيف في سبتمبر 2011 يوصي الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع تعليق حق ليبيا في عضوية هذا المجلس.

– يشارك المغرب بانتظام وفعالية في جلسات مجلس الأمن المخصصة لمناقشة مستجدات الوضع في ليبيا، ويقدم في هذا الإطار مقترحات لدعم السلطات الليبية في استكمال انتقالها السياسي وتأسيس دولة الحق والقانون ومواجهة مختلف التحديات.

– يعمل المغرب على عقد شراكة واعدة مع « ليبيا الجديدة »، تبدأ برصد احتياجات الجانب الليبي لمواكبة مجهودات السلطات الليبية في بناء اقتصاد متنوع انطلاقا من المجالات التي يكتسب فيها المغرب خبرة عالية ، وجلب الاستثمارات الليبية إلى بلادنا وإنشاء شراكات بين الفاعلين الاقتصاديين في البلدين.

– يعتبر المجال الأمني جزءا لا يتجزأ من المقاربة المندمجة التي يتبناها المغرب لتطوير تعاونه مع ليبيا، لذا، يظل المغرب مستعدا لوضع تجربته وخبرته رهن إشارة الجانب الليبي لدعم ومواكبة مجهوداته الرامية إلى استتباب الأمن، استجابة لطلبات السلطات الليبية، خاصة فيما يتعلق بالتكوين وبناء القدرات.

– في إطار المقاربة ذاتها، تظل المملكة المغربية على استعداد كذلك لتمكين « ليبيا الجديدة » من الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال العدالة الانتقالية وبناء المؤسسات.

– في إطار العناية الخاصة التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، للجالية المغربية المقيمة في الخارج تعمل هذه الوزارة على إيلاء الجالية المغربية المقيمة في ليبيا ما تستحقه من عناية، خاصة بالنظر إلى مساهمتها في بناء الاقتصاد الليبي وإلى مساندتها للتغييرات التي عرفتها « ليبيا الجديدة ». ويعمل المغرب من خلال اتصالاته مع المسؤولين الليبيين على تحسين أوضاع الجالية المغربية ووضع أسس نظامية واضحة لاستقطاب العمالة المغربية مستقبلا.

– يعمل المغرب على تعزيز التشاور وتنسيق المواقف مع القيادة الليبية الجديدة لتفعيل منظومة اتحاد المغرب العربي، خاصة في المجال الأمني لمواجهة التحديات التي تفرضها الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء.

– يعمل المغرب على انعقاد الدورة 9 للجنة العليا المشتركة، لتقييم حصيلة التعاون بين البلدين ووضع خارطة طريق جديدة لتطويرها والنهوض بها إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.

رابعا: موريــتانيا.

تجمع المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية علاقات أخوية متميزة قائمة على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرغبة الصادقة في التعاون المثمر والبناء.

شهدت العلاقات السياسية المغربية الموريتانية منذ سنة 1970 تطورا ملموسا ومتواصلا في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات. كما تعززت هذه العلاقات بالزيارات التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى نواكشوط في سبتمبر 2001 و يونيو 2003 و مارس 2005.

تـنـتظم العلاقات المغربية الموريتانية في إطار قانوني غني و شامل يضم ما يناهز 120 نص، ما بين اتفاقية و برتوكول ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي، تهم مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية، تنبثق عنها العشرات من اللجان القطاعية وفرق العمل الخاصة المشتركة ذات الصلة بتلك المجالات.

عملت كل من المملكة المغربية والجمهورية الإسلامية الموريتانية على تعزيز وتطوير علاقات التعاون التي تجمعهما من خلال الارتقاء بها من إطارها التقليدي إلى شراكة استراتيجية تضامنية ومربحة للطرفين.

وتأتي اللجنة العليا المشتركة المغربية -الموريتانية برئاسة رئيسي حكومتي البلدين، على رأس آليات التعاون بين البلدين.

إثر لقاءين، نظما بعد الدورة 6 للجنة العليا المشتركة، في الرباط ونواكشوط، على التوالي شهر ماي 2008 وشهر ديسمبر 2009، تم إرساء شراكة استراتيجية بين البلدين. وقد شكلت القطاعات التالية ركيزتها( التكوين المهني والتشغيل والتعليم العالي والبحث العلمي والإسكان والتعمير والطاقة والمعادن والتجهيز والنقل والماء والتهيئة واللامركزية والفلاحة و الصيد البحري) ، وذلك بالنظر إلى ما تمثله من أولوية تنموية بالنسبة للطرفين ومن إمكانات هامة للتعاون.

ترجمت تلك الشراكة عبر التطور الملحوظ الذي شهدته علاقات التعاون بين البلدين من خلال:

– التوقيع على أزيد من 22 نصا (اتفاقيات وبروتوكولات وبرامج تنفيذية ومحاضر)،

– تنفيذ مشاريع استثمارية مهمة، خاصة في المجال البنكي والاتصالات والربط الكهربائي.

– تبادل حوالي 50 زيارة إن على مستوى الوزراء أو كبار المسؤولين أوالخبراء،

– استفادة أكثر من 170 متدربا وخبيرا وموظفا موريتانيا من دورات تدريبية في المغرب تخص مجالات الأولوية بالنسبة للشقيقة موريتانيا،

– إيفاد أكثر من 40 مؤطرا مغربيا إلى موريتانيا لاقتسام الخبرة المغربية مع الإخوة الموريتانيين،

– تسجيل 143 طالبا موريتانيا برسم السنة الجامعية 2012-2013 بالجامعات والمعاهد المغربية. ويقدر إجمالي الطلبة الموريتانيين الذين يتابعون حاليا دراستهم في مختلف التخصصات، بالمؤسسات الجامعية ومعاهد التكوين العليا العمومية بالمغرب بأكثر من 847 طالبا، 795 منهم ممنوحون، بحيث يشكل الطلبة الموريتانيون أكبر مجموعة للطلبة الأجانب ببلادنا (يمثلون حوالي 15% من هذا المجموع و59 % من مجموع الطلبة العرب).

– رفع الحصة الرسمية من المنح الدراسية التي يخصصها المغرب سنويا إلى موريتانيا من 150 إلى 300 منحة.

عقدت اللجنة العليا المشتركة المغربية -الموريتانية، التي أحدثت سنة 2000، دورتها السابعة يومي 23 و 24 أبريل 2013 بنواكشوط، حيث قام السيد رئيس الحكومة بزيارة إلى موريتانيا، ترأس خلالها إلى جانب نظيره الموريتاني أشغال الدورة، التي كانت ناجحة بكل المقاييس وفي مستوى تطلعات قائدي البلدين، إذ تم التوقيع خلالها على 11 اتفاقية وخمسة برامج تنفيذية للتعاون ومذكرة للتفاهم في مجالات حيوية لكلا الجانبين كنقل الأشخاص والبضائع والعبور والتعليم العالي والبحث العلمي وتطوير الموارد المائية والموارد البشرية وغيرها.

ومع خالص التحيات.

المصدر : وثائق الدبلوماسية المغربية (2013) 

المغرب    #المغرب_العربي   #الجزائر   #تونس #ليبيا#    

Visited 19 times, 1 visit(s) today

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*