Site icon Maghreb Online

زوجة  المتحدث السابق باسم الخارجية للحزب الشعبي الإسباني ساعدت المخابرات المغربية

«لو كانت نادية إسبانية أو إيطالية، لما كانت تعمل تحت إمرة جاسوس»، هكذا يرى عميل استخبارات إسباني سابق. وأضاف: «في أوروبا، إذا أرادت السلطات العامة ممارسة الضغط في الخارج لتحسين صورتها بشأن قضية معينة، فإنها لا تلجأ إلى جهاز استخبارات». واستطرد قائلًا: «لكن في المغرب، الأمر مختلف؛ فعندما يتعلق الأمر بالصحراء، تكون الأجهزة الاستخباراتية حاضرة في كل مكان».

كُشف عن حوالي 150 رسالة بريد إلكتروني لزوجة المتحدث السابق باسم الخارجية للحزب الشعبي-
تضمنت الرسائل الإلكترونية مواضيع مثل صورة النزاع حول الصحراء في الصحافة-
كان اتصالها هو رئيس ديوان مدير المخابرات الخارجية

كشفت مراسلات عبر البريد الإلكتروني بين مدير ديوان رئيس جهاز المخابرات الخارجية في المغرب «دي جي أو دي» وصحافية مغربية، عن تجنيد هذه الأخيرة من خلال تكليفها بنشر مقالات تحت الطلب وجمع معلومات حول مواضيع وملفات مختلفة، منها الجزائر. وحسب تسريبات جديدة تم نشرها على حساب «كريس كولمان» على تويتر، فإن الصحافية الجاسوسة اسمها نادية جلفي، وهي زوجة السفير الإسباني في العاصمة الهندية نيودلهي، والتي اقترنت به عام 2010.

« يقترح علينا الدبلوماسي والمخرج السينمائي الإسباني أن نصور بشكل مناسب السيادة التاريخية للمغرب على الصحراء. يؤكد أنه يملك وثائق غير منشورة حول الموضوع. ليس من الضروري توضيح الفائدة التي يمكننا تحقيقها من مشروع من هذا النوع ».

كتبت هذه السطور من الرباط عبر بريدها الإلكتروني على بعد عودتها من رحلة إلى مدريد في نهاية عام 2008، نادية خلفي. وأرسلتها إلى واحدة من ثلاث عناوين بريد إلكتروني التابعة لمراد الغول. هذا الأخير هو رئيس ديوان مدير خ »الإدارة العامة للدراسات والتوثيق » ، جهاز المخابرات الخارجية المغربي. وتذكّر في الرسالة بأن زيارتها لمدريد تمت بعد حصولها على « موافقة مبدئية » من الغول.

الحساب المجهول الذي كشف، منذ 2 أكتوبر، عبر تويتر مئات الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني السرية للدبلوماسية المغربية ، نشر في 16 يناير حوالي 150 رسالة بريد إلكتروني أرسلت أو استُقبلت بين 2008 و2011 من قبل نادية جلفي ومراد الغول. الاثنان كانا يتحدثان بالفرنسية ويخاطبان بعضهما بصفة غير رسمية. ومن قراءة تلك الرسائل، يتضح أن جلفي حافظت على علاقة حميمة خلال تلك السنوات الثلاث مع المخابرات المغربية



تزوجت نادية جلفي في أكتوبر 2010 من غوستافو دي أريستيغي، البالغ من العمر 51 عامًا، والذي كان آنذاك المتحدث باسم الشؤون الخارجية لمجموعة الحزب الشعبي في البرلمان الإسباني. بدأت علاقتهما العاطفية قبل عامين من الزواج. منذ عام 2012، يشغل دي أريستيغي منصب سفير إسبانيا في الهند.

« وظيفة متوسطة المستوى »

« نادية كانت تعمل في وظيفة متوسطة المستوى في وكالة اتصالات في الرباط، التي كانت تتلقى طلبات من إدارات وشركات خاصة »، يقول مصدر مقرب من زوجة السفير والذي عُيّن للرد على أسئلة صحيفة « إلموندو ».

« كانت تتبادل الرسائل مع العديد من العملاء، لكنها لا تعرف الشخص المسمى الغول »، يضيف المصدر نفسه، الذي ينفي أي علاقة لها بـالمخابرات . « تم التلاعب ببعض الرسائل المنشورة »، يُوضح، دون تفسير كيف. « معظم عملائها كانوا يريدون مساعدتها في الترويج عبر الصحافة الأوروبية لفعاليات أقيمت في المغرب مثل مهرجان مراكش السينمائي »، يُشير المصدر.

« نادية جلفي توقفت عن العمل مع تلك الوكالة في عام 2008، لكنها قامت ببعض الأعمال العرضية في 2009″، يتابع المصدر. « إذا ظهرت رسائل بريدية لاحقة، فذلك ربما لأن بعض الأطراف استمروا في التواصل معها بشكل روتيني »، .يعتقد المصدر. « لم تفعل أي شيء غريب أو غير قانوني »، يؤكد.

عملت نادية جلفي خلال تلك السنوات في وكالة « مينا ميديا كونسالتينغ »، التي كانت مملوكة لرجل الأعمال السعودي عثمان العمير، مع استثمارات في الصحافة في المغرب. لاحقًا، اشترى الوكالة فؤاد عالي الهمة، اليد اليمنى للملك محمد السادس، وفقًا لوسائل الإعلام المغربية.

جزء من نشاط نادية جلفي المهني كان مكرسًا لترويج الجوانب الإيجابية للمغرب، من خلال تقديم عروض مثل دعوة محطات إذاعية إسبانية لتقديم برامجها الرئيسية مباشرة من الرباط. كانت تقدم هذه الدعوات بالتنسيق مع الغول، حسب ما يتضح من الرسائل المسربة.



دعوات أخرى وجهت إلى مديري صحف إسبانية، تضمنت رحلة خاطفة إلى الرباط لإجراء محادثة غير رسمية طويلة مع ياسين المنصوري، مدير المخابرات المغربية. وفي إحدى المناسبات، قدم الغول نادية جلفي أمام طرف فرنسي كـ »ملحقة صحفية » مكلفة بالتحضير للزيارة ومرافقة الصحفي.

الصحراء، موضوع متكرر

الصحراء الغربية، تلك المستعمرة الإسبانية السابقة التي تسيطر عليها المغرب منذ ما يقرب من 40 عامًا، تشغل حيزًا كبيرًا في مراسلات نادية جلفي. في 16 أكتوبر 2008، أرسلت بريدًا إلكترونيًا إلى الغول ليوافق عليه وينشره عبر وكالة الأنباء الرسمية (MAP). تحدثت فيه عن زيارة بيدرو سانز، رئيس منطقة لا ريوخا، إلى الرباط، وهي زيارة ساعدت نادية في تنظيمها. وأعرب الضيف الإسباني عن رأيه بأن «الحل الأكثر منطقية والوحيد القابل للتطبيق لحل نزاع الصحراء هو الحكم الذاتي الواسع»، مثلما اقترحته المغرب.

في 17 ديسمبر من العام نفسه، تلقت نادية جلفي بريدًا إلكترونيًا من صحفي في المجلة الإيطالية « تيمبي »، حيث كانت هي أيضًا من نظم زيارته إلى الصحراء. أخبرها الصحفي أنه سيفي بوعده بنشر تقرير «من ثلاث صفحات مخصص للمنشقين عن البوليساريو الذين انضموا إلى المغرب بعد تجارب سيئة في مخيمات اللاجئين».

بعد عامين، في 18 ديسمبر 2010، أشار الغول إلى نادية جلفي بأن قناة فوكس نيوز الأمريكية قد نشرت أخيرًا على موقعها الإلكتروني مقالًا «حول الروابط بين البوليساريو والقاعدة في المغرب الإسلامي». حثها على «نشره على أوسع نطاق ممكن مع جهات الاتصال الخاصة بها». ومع ذلك، كان منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، دانييل بنجامين، قد نفى قبل شهر من ذلك وجود أي روابط بين البوليساريو والإرهاب.

«هل يمكنك حشد جهات الاتصال الإعلامية الخاصة بك في فرنسا لتتحدث عن الحدث وتغطيه؟»، طلب الغول من نادية جلفي في 12 يناير 2011، في أحد آخر الرسائل المتبادلة بينهما. كان الهدف هو أن تتناول وسائل الإعلام الفرنسية المؤتمر الصحفي الذي عقده المحامي ميشيل دو غلينشميت في 17 يناير لإدانة «التلاعب البغيض» من قبل الصحافة الإسبانية.

بعد تفكيك المخيم الاحتجاجي الصحراوي الكبير في « أكديم إيزيك » في نوفمبر 2010، نشرت وكالة الأنباء الإسبانية « إيفي » وعدة صحف إسبانية (إل موندو، إل باييس، لا فانغوارديا، إلخ) صورة لأطفال فلسطينيين في مستشفى بغزة، وقدموا الصورة على أنها لأطفال صحراويين في مستشفى العيون. وفي تدفق الصور المرسلة من قبل أفراد من الصحراء، التي كانت مغلقة أمام الصحافة الأجنبية، تسربت هذه الصورة. واعترفت معظم الصحف بخطئها واعتذرت لقرائها.

لكن السلطات المغربية لم تكتفِ بذلك. كلفت المديرية العامة للدراسات والمستندات بالبحث في غزة عن والدين فلسطينيين وطفل نجا من الحادث، ونقلهم إلى الرباط، حيث أعربوا عن استيائهم من التلاعب. في القنصلية الإسبانية، حصلوا على تأشيرات « شينغن »، وسافروا بها إلى مدريد وباريس وبروكسل، حيث عقدوا مؤتمرات صحفية، برفقة محامين، ورفعوا دعوى قضائية.

«لو كانت نادية إسبانية أو إيطالية، لما كانت تعمل تحت إمرة جاسوس»، هكذا يرى عميل استخبارات إسباني سابق. وأضاف: «في أوروبا، إذا أرادت السلطات العامة ممارسة الضغط في الخارج لتحسين صورتها بشأن قضية معينة، فإنها لا تلجأ إلى جهاز استخبارات». واستطرد قائلًا: «لكن في المغرب، الأمر مختلف؛ فعندما يتعلق الأمر بالصحراء، تكون الأجهزة الاستخباراتية حاضرة في كل مكان».

المغرب      #إسبانيا       #الصحراء الغربية     #نادية #الخلفي     #غوستافو دي #اريستيغي       #تسريباتالمغرب# 

Quitter la version mobile