الحيادية في الصحافة هي مسألة شبه مستحيلة التحقق، لكن بما أنها أمر نسبي فإن هناك وسائل اعلام مؤدلجة بشكل واضح وفاضح وتمارس الدعاية السياسية في كل أخبارها وبرامجها تقريباً، بينما هناك أخرى ارتبطت لدى جمهور المتلقين بالقرب من الحيادية ما جعلها تنال مصداقية لديه، خاصة مستمعي الإذاعات منذ منتصف الخمسينات وحتى مطلع التسعينات. ولعل إذاعة بي بي سي العربية هي مثال عن ذلك. وفي هذا السياق، يصف الكاتب العراقي، خالد القشطيني، المواجهة بين السياسيين البريطانيين والقسم العربي في بي بي سي للدفاع عن الاستقلالية بقوله: « من أشهر المعارك التي جرت على هذا الصعيد المعركة التي اندلعت بين القسم العربي من الإذاعة البريطانية ووزارة الخارجية البريطانية خلال العدوان الثلاثي على مصر. أصر المستر ووترفيلد، مدير القسم العربي من الإذاعة على إذاعة الأخبار كافة عن سير القتال حتى إذا كانت منافية لدور القوات البريطانية. اشتكت وزارة الخارجية من هذا الموقف وادعت أن ذلك يعرّض مصالح بريطانيا في الشرق الأوسط إلى للخطر. احتدم النزاع بين الطرفين وازداد تأزماً في أن الإذاعة العربية كانت تعتمد على منحة سنوية من وزارة الخارجية. اضطرت الخارجية إلى إقامة محطة في قبرص تبث الأخبار من وجهة نظر الحكومة البريطانية. هكذا ولدت إذاعة الشرق الأدنى. وحافظ القسم العربي من الـ«بي بي سي» على استقلاله ».
عن حيادية الاعلام
Visited 1 times, 1 visit(s) today
Soyez le premier à commenter