معلوماتٍ جديدة حول هجمات برشلونة

في تحقيقٍ دام أكثر من سنة، كشفت اليوم صحيفة « بوبليكو » الإسبانية أن زعيم خلية « ريبول » التي نفذت هجمات برشلونة صيف سنة 2017 كان مُخبِراً للمخابرات الإسبانية حتى يوم تنفيذ الهجوم. 
ونشرت الصحيفة في تحقيقها عنوان البريد الإلكتروني الذي كان يتعامل به، عبد الباقي السطي، وهو مغربي الجنسية وإمام مسجد ريبول، مؤكدةً أن المخابرات الإسبانية نجحت في تجنيده للتجسس على شبكات الجهاديين بأوروبا والخلايا النائمة بإسبانيا تحديداً. 
وتضيف الجريدة أن عنوان البريد الإلكتروني وكلمة السر الخاصة به قد تم العثور عليهما في ورقة ممزقة مكتوبة بخط اليد تحت أنقاض المنزل الذي انفجرت به المواد التي كانت مجهزة لتنفيذ الاعتداء يوم 16 من أغسطس 2016. وهو التفجير الذي راح ضحيته زعيم الخلية نفسه وأحد مساعديه، يوسف علاء. وبعد ولوج المحققين للبريد المذكور وجدوا مراسلات مع المخابرات الإسبانية. ومن أجل التمويه كان الإمام، عبد الباقي السطي، يتعامل مع المخابرات عن طريق كتابة الرسالة كمسودّة، أي عدم إرسالها حتى لا يتم التجسس عليها، ويملك جهاز المخابرات كلمة السر فيقومون بفتح البريد والإطلاع على الرسالة ضمن المسودات ثم يجيبون على الرسالة في المسودات أيضاً وهكذا تتم المراسلة بينهما. وتقول الصحيفة أن هذا التكتيك كان تنظيم القاعدة قد استعمله مع شبكاته في الغرب قبل أن تكتشف المخابرات ذلك وتلجأ إليه مع عملائها. 
وتورد « بوبليكو » صورةً لمراسلاتٍ بين الإمام السطي ومرؤوسيه في المخابرات الإسبانية، حيث تقول إحدى المراسلات المؤرخة بتاريخ 14 ماي2017: « أرى أنك تمكنت من الدخول للبريد، ليس عليك سوى ترك رسالة مكتوبة مثل هذه المسودة وأنا أقرأها. يمكنك أن تبدأ في كتابة الأشياء. شكراً صديقي ». وبتاريخ. 19 يونيو 2017 تصل رسالة للبريد نفسه يقول فيها عضو المخابرات: « ليس لديك ما تكتب لي أم أنك لا تستطيع فعل ذلك؟ اليوم هو الإثنين 19 يونيو ». وتوصل المحققون، حسب الصحيفة، إلى أن المكلف يتجنيد الإمام المغربي كتب له الرسالة بعد أن رأى أنه دخل البريد ويتساءل عن سبب عدم تزويده بالمعلومات هل أنه لا يمتلكها أم أنه لا يرغب في ذلك.
وكانت آخر رسالة تم تبادلها بين الطرفين بتاريخ 19 يونيو 2018، أي بعد دخول الإمام عبد الباقي السطي في المراحل الأخيرة من تحضيرات عملية برشلونة. 
وبعد الهجوم، طالت جهاز المخابرات الإسبانية انتقادات حادة، بعد فشله في اكتشاف الخلية التي خططت ونفذت، خاصةً أن أعضاءها كُثُر وقد خططوا واقتنوا مواد التفجير وقنينات الغاز بكل أريحية بعيداً عن الرقابة الأمنية، والأهم هو أن زعيمها قد تم تجنيده من طرف المخابرات.

Visited 1 times, 1 visit(s) today

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*