قضية الصحراء الغربية : ألأمم المتحدة، والإعلام الدولي.

جمود طويل، دام لأكثر من ثلاثة عقود، طبعه تراخي واضح للمنتظم الدولي في التعاطي مع قضية الصحراء الغربية، وإسقاطها من أولوياته السياسية، وإكتفاء الأمم المتحدة الواجهة السياسية للمنتظم الدولي ، وجهازها السياسي مجلس الأمن، بإصدار قرارات دورية، إجترارية ،بمفردات متنافرة، فارغة، تفتقد إلى قوة الدفع السياسي، ودون أي نفس إجرائي.
إن الأمم المتحدة، وجهازها السياسي ، مجلس الأمن قد تحولا من أداة لفض النزاعات والمحافظة على السلم والأمن الدوليين، وصد العدوان إلى مجرد إطفائي Pompier في خدمة أجندات سياسية .
هاجسها السياسي إدارة النزاعات « الغير مهمة » وتدبيرها بشكل لايؤثر على مصالح القوى النافدة في مجلس الأمن، من خلال المحافظة على الوضع القائم.
في هذا الإطار يمكن قراءة هرولة الأمم المتحدة وأمينها العام « غوتيريس » وتأكيده على إن الأمم المتحدة عازمة على الإضطلاع بمسؤولياتها في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتسريع وتيرة تعيين مبعوث جديد ، وإطلاق عملية السلام.
أعتقد إن هذا لم يكن ممكنا قبل الجمعة 13نونبر، مالذي تغير إذن؟ الگرگرات.
كما إن الصحراء الغربية، كأزمة سياسية مزمنة عمرت طويلا، بتداعياتها الإنسانية، ومآسيها ، وآلامها لم تحظى بأي إهتمام في الإعلام الدولي ،حيث تعاطى معها بإستخفاف واضح وإستهتار مبيت، وظلت مجرد واصل إشهاري موسمي ، بصور عتيقة، تعود للقرن الماضي .وأسقطها قسرا ،من عناوينه الرئيسية، ولم تحظى بأية متابعات تذكر، لرصد جذورها، وخلفياتها ، ودينامكياتها وأثارها الإنسانية،وآفاقها.
مالذي تغير كذلك ؟ الگرگرات.
حيث أصبحت كل وسائل الإعلام في مشارق الأرض ومغاربها، تتسابق لتناول قضية الصحراء الغربية، ولسانها حالها، عبارة نيتشه، في « هكذا تكلم زرادشت » « : «إنني استعرض جميع ما كتب، فلا تميل نفسي إلا إلى ما كتبه الإنسان بقطرات دمه، أكتب بدمك فتعلم حينئذ أن الدم روح ».
خلاصة القول إن العالم »المتحضر » أثبت بما لايدع مجالا للشك عداءه للسلم والسلام، وأكد بجدارة إنه يماهي بين الضعف والجبن، ويعشق بشراهة دماء الأبرياء.
القانون الدولي كما يقول Charles Chaumont يحتوي على الكثير من الأفكار القوية Des idées forces مثل السيادة، ومبدأ عدم التدخل، وحق الشعوب في تقرير المصير. ولكنها تبقى غير كافية لإقرار العدالة، ويستحيل ذلك، دون ميزان للقوى.
يتعين ان نتذكر دائما وأبدا إن مجلس الأمن الدولي ليس قاضيا دوليا، ولا جمعية خيرية ،وهمه ليس تحقيق العدالة بل فقط جهاز سياسي للمحافظة على السلم والأمن الدوليين ، في عالم تتقاذفه المصالح، والإنتهازية، والانتقائية،وإزدواجية المعايير.
قدرنا أن نعيش في عالم مخادع.

https://www.facebook.com/mohamed.gaoudi.33/posts/797840370787977?__cft__[0]=AZXwAtVbUn62uFf97XU8EhT2IDJY6DiNYgEnKaBSZ5T6oNfXIXuTHFpK_GoRpVCNBlklueXAUTj8n4d8edNhbw4ZWPmblkLf7SlV1QLSCHmaLosZOh-UUgGn6_1tpujLqR58-eDnZ2wG5E9q-6HXGqtfzGoRYI8ylprLrAwRKGytFQ&__tn__=%2CO%2CP-R

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*