تتميّز الدّولة الحديثة من الدّولة التّقليديّة بكونها دولة مواطنين لا دولة رعيّة. في دولتنا، هم رعايا sujets دولتهم، وتعليقنا اليوم عام حول الولاء المعبر عنه إزاء توزيع القفف الملكية على الفقراء وعلاقته بمنظومة الولاء السياسى والدينى.
الفرق بين شعوب تتقدم واخري تتخلف انّ الاولي لا تعرف الاّ الولاء للوطن، بينما الولاء عند الثانيه اما للسياسه اوللدين. وتتولي اجهزه الدوله الترويج للايديولوجيا (السياسيه والدينيه) لصالح (زعيم سياسي اوداعيه ديني) ولذلك حذر الفيلسوف هيجل شعبه من (الزعامه الفرديه) فكتب (ملعون الشعب الذي يعبد البطل ايًا كان هذا البطل) اما الفيلسوف نيتشه فحذر من حاله الاسترخاء لابواق النظام فكتب (عليكم انْ تستشعروا الخطر دائمًا حتي تتقدموا ولا تتخلفوا).
ومن المفهوم انّ يكون ولاء الانسان لابيه البيولوجي، ولكن انْ يكون الولاء (للاب السياسي) فهو حاله من حاله المرض السياسي. وهذا المرض مُـتجذر في الموروث العربي، الذي كرّس لافه (الخليفه ظل الله علي الارض) وانتقل التقديس من الخلفاء الي الملوك والرؤساء.
وبسبب تاثيرالدين علي عقول الشعوب المؤمنه بالاسلام، فانّ تلك الشعوب تقـبّـلتْ ابشع انواع الحكم (الخلافه العثمانيه أو الملكية في المغرب) والتراث العربي به العديد من الكتب التي روّجتْ للنظام الابوي مثل كتاب (العلم الشامخ في ايثار الحق علي الاباء والمشايخ) واشرف علي طباعته رشيد رضا الذي استجاب لطمع الملك فؤاد في انْ يشغل منصب (خليفه المسلمين) بعد انْ الغاها كمال اتاتورك. ووقف الشيخ مصطفي المراغي شيخ الازهر مع الملك فاروق.
وهل يمكن تحت سنابك الولاء الابوي للحاكم وطغيان اليه (المُـطلق) المُعادي للنسبي انْ تتحرّرالشعوب من موروثها مثل قصيده عمرو بن كلثوم
لنا الدنيا ومن امسي عليها
ونبطش حين نبطش قادرينا
طغاه ظالمون وما ظـُـلمنا
ونظلم حين نظلم بادئينا
وكتب المتنبي
انما الناس بالملوك ولا
يفلح عرب ملوكهم عجم
لا ادب عندهم ولا حسب
ولا عهود لهم ولا ذمم
وبعد انْ طرده سيف الدوله ذهب الي كافور، مدحه ثم هجاه وعيّره باصله في العبوديه
لا تشتر العبد الاّ والعصا معه
انّ العبيد لانجاس مناكيد
اي انه لم ير انّ هؤلاء (العبيد) بشر. والمتنبي سبق انْ مدح كافور
ابا المسك هل في الكاس فضل اناله
فاني اغني منذ حين وتشرب
فانْ لم تنط بي ضيعه او ولايه
فجودك يكسوني وفضلك ارحب.
اما المفكرالفلسطيني هشام شرابي فكتب : كان خطئي الاكبر اعتقادي انّ ثوره (عقليه) قادمه لامحاله. وبقيتُ علي هذا الفكر الطوباوي، حتي اكتشافي انّ النظام العربي الابوي قادر علي الوقوف ضد كل ثوره واحباطها.
وذكر المفكر الكويتي احمد البغدادي انّ علم الاثار علم غربي خالص لا دور فيه لاي عالم مسلم
وكتب : الحضارة ترتبط بالدنيا لا بالدين. ومن هنا خطا مقوله « الحضاره الاسلاميه ».
ولانّ الثقافه العربية السائدة كرّستْ لمنظومه الولاء الابوي (السياسي والديني) لذلك تمّ اهدار حقوق الشعوب العربية بسبب الاسلاميين المُدافعين عن الطغاه امثال راشد الغنوشي الذي كتب انّ الحرية : جهل قانوني وليست حقــًا طبيعيَا، ما كان الانسان ليصل الي حريته لولا نزول الوحي وانّ الانسان لم يُخلق حرًا وانما ليكون حرًا.
فكتب الشاعر نزار قباني :
من ربع قرن وانا امارس الركوع والسجود
امارس القيام والقعود
امارس التشخيص خلف حضره الامام
وهكذا يا سادتي الكرام
ادور كالحبه في مسبحه الامام
لا عقل لي. لا راس. لا اقدام
وكتب :
انا منذ خمسين عامًا
احاول رسم بلاد تـُسمي– مجازًا– بلاد العرب
رسمتُ بلون الشرايين حينـًا
وحينـًا رسمتُ بلون الغضب
وحين انتهي الرسم ساءلتُ نفسي
اذا اعلنوا ذات يوم وفاه العرب
ففي اي مقبره يُـدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟ وليس هناك حزن وليس هناك من يحزنون
وبعد هزيمة يونيه 67 كتب
انعي اليكم يا اصدقائي اللغه القديمة
والكتب القديمة
انعي اليكم
كلامنا المثقوب كالاحذيه القديمه
ومفردات العهر والهجاء والشتيمة
انعي لكم
نهايه الفكر الذي قاد الي الهزيمة.