بدأ الجيش المغربي في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر عملية عسكرية ضد البوليساريو، وهي منظمة تطالب باستقلال أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها، ما شكل خرقا لوقف إطلاق النار الذي يعود تاريخ توقيعه لتسعة وعشرين سنة خلت. وانتشر عدد كبير من الأخبار الكاذبة المعادية للصحراويين المطالبين بالاستقلال على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتم إطلاق العملية العسكرية المغربية ردا على منع الانفصاليين الصحراويين، منذ ا21 تشرين الأول/ أكتوبر مئات شاحنات نقل البضائع المغربية التي تمر من معبر الكركارات الحدودي مع موريتانيا للوصول إلى دول غرب إفريقيا.
وحسب وزارة الشؤون الخارجية المغربية، فإن الأشخاص الذين أغلقوا المعبر ينتمون لجبهة البوليساريو، وهي منظمة تكافح من أجل استقلال الصحراء الغربية منذ سبعينات القرن العشرين.
وعادت حركة العبور في مبعر الكركارات الحدودي في نفس يوم بداية العملية العسكرية التي شاركت فيها 200 عربة عسكرية مغربية.
وأغاد الاحتقان، الذي تصاعد مع إعلان جبهة البوليساريو في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر عن قطع اتفاق وقف إطلاق النار، الجدل الكبير داخل المجتمع المغربي بشأن استقلال الصحراء الغربية. كما أدى أيضا إلى انتشار الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي الذي استهدفت الصحراويين المطالبين بالاستقلال.
لا، لم تنقل هذه القطارات دبابات مغربية إلى الصحراء الغربية
حصد هذا المنشور، الذي تم تصويره على رصيف محطة قطار، أكثر من 246 ألف مشاهدة. ويؤكد أنه يظهر نقل تجهيزات عسكرية باتجاه المعبر الحدودي على متن قطار.
« معدات عسكرية ثقيلة في طريقها إلى جنوب المغرب » هذا ما نقرؤه على مفتاح هذا الفيديو المنشور في17 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد أربعة أيام من إطلاق العملية العسكرية في الكركارات.
ولكن، وبفضل أداة التحقق من الفيديوهات إينفيد، يمكن لنا التحقق من تواتر الفيديو في وقت سابق على الإنترنت، خصوصا إذا ما تم استخدام محركات بحث مختلفة. ويمكّننا محرك البحث الروسي ياندكس من العثور على مقطع الفيديو الأصلي الذي صور في الولايات المتحدة سنة 2015. حيث نلاحظ لافتة تشير إلى المحطة التي مر بها القطار « بوب هوب تراين ستايشن » وهي محطة قطار مطار « بوربانك » في ولاية كاليفورنيا.
تم تصوير هذا الفيديو في الثاني من آب/ أغسطس 2015 في مطار بوربانك في ولاية كاليفورنيا. ويحمل القطار دبابات من طراز « أم 1 أبراهمز » حسب صاحب هذا المقطع المصور.
كما سبق و ان استُخدم نفس هذا الفيديو في خبر كاذب يتعلق بمصر في شهر يوليو/ تموز 2020.
كما تدعي منشورات أخرى على فيسبوك نفس الشيء ويتعلق الأمر هذه المرة بطريق جبلي. تم نشر هذا الفيديو، الذي ننشر منه صورة شاشة أدناه، في21 تشرين الثاني/ نوفمبر على فيس بوك وحصد أكثر من 15 ألف مشاهدة.
ولكن هذا الفيديو قديم أيضا كما صُوّر هو الآخر في الولايات المتحدة. وبفضل أداة التحقق من الفيديوهات إينفيد ومن ثم محرك البحث الروسي ياندكس، نتمكن من إيجاد الفيديو الأصلي الذي يعود تاريخ تصويره إلى شهر نيسان/ أبريل 2017. وفي بداية المقطع الأصلي، الذي تم استخدامه في منشورات كاذبة، يمكن أن نرى العلم الأمريكي بالإضافة إلى اسم شركة نقل « يونيون بايسفيك » على مقدمة القطار.
صورة شاشة من مقطع الفيديو الأصلي. يمكن لنا أن نرى في بداية المقطع اسم شركة النقل والعلم الأمريكي على مقدمة القطار.
ويتعلق الأمر، حسب الموقع الأوكراني المتخصص في التحاليل العسكرية بوي، بقطار بصدد نقل عربات قتالية.
Тем временем в США…
— Злой Одессит (@zloy_odessit) April 16, 2017
1 бригада = 1 эшелон – логистика бомба!
Кому-то Christmas Is Coming! pic.twitter.com/ZrQuLy80qW
هل دمر الجيش المغربي دبابة لجبهة البوليساريو ؟
تدعي هذه الصورة، التي نشرت على عدة صفحات مغربية محلية على فيس بوك في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر أنها تظهر دبابة لجبهة البوليساريو دمرها الجيش المغربي ردا على إطلاق نار من مقاتلين صحراويين، قرب « جدار الرمال »، وهو جدار أمني في منطقة المحبس الواقعة على بعد ثماني كيلومترات من الحدود مع الجزائر.
لكن هذه الصور قديمة وتعود إلى حوالي ثلاثين سنة خلت: حيث يعود تاريخ التقاطها إلى حرب الخليج الثانية وصورت في العراق. ويتعلق الأمر في الواقع بدبابة عراقية تعرضت لضربات مدافع الدبابات البريطانية. ومن خلال القيام ببحث عكسي عن الصورة على محرك البحث الروسي ياندكس، يمكن أن نجد نفس الصورة على صفحة معركة « 73 للشرق » في موقع ويكيبيديا، والتي دارت في شهر شباط/ فبرير 1991 في جنوب شرق العراق.
توابيت تم تقديمها على أنها لعناصر مليشيات صحراوية
تم نشر هذه الصور التي تظهر توابيت تحمل ألوان علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، على صفحة فيسبوك محلية لمدينة العيون في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر أي بعد أقل من أسبوع من انطلاق العملية العسكرية المغربية في الكركارات. ويدعي مفتاح الصورة أن خمسين عنصرا من البوليساريو قتلوا على يد الجيش الملكي المغربي في مدينة تيندوف الجزائية الواقعة بالقرب من الحدود مع المغرب.
صوة مثبتة من منشور على فيس بوك، تم حذفه فيما بعد. يمكن أن نجده في الأرشيف هنا.
في الحقيقة، هذه الصورة قديمة ولا علاقة لها أبدا بالنزاع الدائر في المغرب، وهو ما تأكدت منه مصلحة التحقق من الأخبار في وكالة الأنباء الفرنسية ”في ميزان فرانس براس”. ومن خلال القيام ببحث عكسي عن الصورة (أنظر هنا كيف يمكن القيام بذلك)، نجد عددا كبيرا من المقالات التي تتحدث عن سقوط طائرة عسكرية في11 نيسان/ أبريل 2018 قرب الجزائر العاصمة. فيما يعود تاريخ التقاط الصورة إلى 26 نيسان/ أبريل، ويظهر مواكب دفن الضحايا الصحراويين الخمس وعشرين الذين كانوا على متن الطائرة.
France24, 27 nov 2020
Soyez le premier à commenter