المخزن يخطب ود موريتانيا بعد حادثة الكركرات

بقيت معزولة مغاربيا رغم تلقيها دعما من ممالك الخليج
المخزن يخطب ود موريتانيا بعد حادثة الكركرات

بعد إعراض الحكومة الموريتانية عن المخزن في قضية الكركرات، طلب العاهل المغربي، محمد السادس، من الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، برمجة زيارة له إلى نواكشوط، أملا في جر نواكشوط إلى صفه.

وخلال “أزمة الكركرات” بالصحراء الغربية، تلقت المغرب دعما من بعض الدول العربية البعيدة عن المنطقة المغاربية، لكن الدول المحاذية جغرافيا لمنطقة النزاع، لم تدعم الخطوة المغربية وهو ما شكل انتكاسة للطرف المغربي.

الدول المعنية مباشرة بالقضية الصحراوية والتي اعتادت المشاركة في جلسات الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة، هما الجزائر وموريتانيا، الأولى (الجزائر) عبرت عن موقفها الواضح والصريح، وهو انتقاد ما قام به المخزن بشدة باعتباره يهدد الأمن في المنطقة المغاربية، باحتمال اندلاع حرب جديدة قد يصعب إيقافها.

أما الثانية وهي موريتانيا فلم تدعم المغرب في خرقها لقرار وقف إطلاق النار، وفق ما يقول الجانب الصحراوي، مؤكدة موقفها المحايد في هذه القضية، حيث لم تصدر نواكشوط أي بيان بهذا الخصوص، وهو ما صدم المخزن، على اعتبار أن موقف البلد الملاحظ، ليس كغيره، فيما تجاهلت كل من تونس وليبيا ما جرى بالخاصرة الجنوبية للمغرب العربي.

وأمام هذا المعطى الذي لا يخدم الطرف المغربي، تسعى الرباط إلى تفكيك عقدة الموقف الموريتاني المستعصي، من خلال المكالمة الهاتفية التي أجراها العاهل المغربي، محمد السادس، مع الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، من أجل برمجة زيارة له إلى نواكشوط.

المكالمة الهاتفية جاءت في عز أزمة الكركرات، وهو تعبير عن إحباط مغربي من صمت نواكشوط بشأن هذه القضية، التي وصلت تداعياتها إلى الأمم المتحدة، وساهمت في تحريك هذا الملف الذي علاه الغبار في أدراج مكتب أنطونيو غوتيريش بنيويورك.

عاهل المخزن طلب من نظيره الموريتاني برمجة زيارة له إلى نواكشوط، وعندما تتزامن هذه الزيارة مع الوضع المتفجر في الصحراء الغربية، فهذا يعني أن المخزن يسعى إلى اقتطاف موقف مؤيد من نواكشوط في قضية الكركرات، التي ستكون لها تداعيات على مستوى الأمم المتحدة، التي أعادت إحياء هذا الملف، من خلال سعي الأمين العام لهذه الهيئة، إلى البحث عن توافقات بين أعضاء مجلس الأمن الدولي، من أجل تسمية مبعوث أممي جديد إلى لصحراء الغربية، والذي لا يزال شاغرا منذ استقالة المبعوث السابق، الألماني هورست كوهلر قبل ما يقارب السنتين.

وتعاني العلاقات بين موريتانيا والمغرب كما تعاني العلاقات بين الجزائر والرباط، من عقدة لدى المخزن، بسبب أطماع المخزن الترابية في أراضي كل من الجزائر وموريتانيا، فقبل أربع سنوات فقط، اضطر رئيس الحكومة المغربي السابق، عبد الله بنكيران إلى زيارة نواكشوط لتهدئة غضب الموريتانيين من تصريح سياسي مغربي اعتبر موريتانيا جزء من السيادة المغربية.


المصدر : الشروق 

 

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*