محمد كاودي
التوريث السياسي .ظاهرة تسائل الباحثين في السوسيولوجيا وعلم السياسة ، في مقاربته بالديموقراطية والمساواة. وفي علاقاته بالتوزيع العادل للثروة،وفي تكريس المجتمعات المفتوحة.
وكيف انتقل المجتمع الصحراوي ببنياته المؤسسية والمساواتية( أيت الأربعين) الى تكريس تراتبيات وإقطاعيات سياسية؟ الايشكل التوريث السياسي ظاهرة سياسية عامة، تهم العديد من النظم السياسية(كينيدي، بوش تريدو)؟
وهل التوريث السياسي يحكمه نفس المنطق السياسي والإشتغال الوظيفي في أغلب الأنظمة السياسية؟
وهل « العائلات السياسية » في الغرب ، في سيرورتها، وحقل إشتغالها تتشابه مع مثيلاتها في الأنظمة العربية ؟
كثيرا ما خلصت الدراسات والابحاث السوسيولوجية ، إلى إن التوريث السياسي ظاهرة لبنانية خالصة، بإعتباره ظاهرة تاريخية إقطاعية تطورت إلى إقطاع طائفي مالي وعقاري، أسس لزعامات متوارثة حيث إبن الزعيم يصبح زعيما بالقوة والفعل.(عائلة جنبلاط، فرنجية، الجميل، كرامي، الحريري….الخ).لاشك إن نظام ؛العائلات السياسية » أو « البيوتات السياسية » بالتعبير اللبناني ،ومشتقاتها الطائفية قد وصلت الى مرحلة الإشباع والإفلاس السياسي ، ولم يعد في إمكانها ، سوى إنتاج ثقافة إحتجاجية، تقطع مع الولاءات العائلية، والطائفية.
في الصحراء « العائلات السياسية »ظاهرة حديثة، حتى لانقول جنينية، كما إنها إرتبطت بسياقات تاريخية، في ظل نظام سياسي يسند لها أدوار وظيفية، ضمن الحقل السياسي ، من خلال إقحامها في تنازع الشرعيات(البوليساريو/المغرب). كما ان » العائلات السياسية » تجسد آلية للتعبئة العمودية ضمن الأزمنة السياسية(الإحتجاج ضد الأمم المتحدة ). وعملية التحشيد في اللحظة الإنتخابية من خلال الولاءات وشبكات الزبونية والإرتباطات القبلية.
« العائلات السياسة » لاتشتغل مجانا. بل تستفيد من نظام المكافآت في شموليته( ريع، مناصب، مقاعد برلمانية، صفقات) . وتسهر على عملية التوزيع محليا(بطائق الإنعاش الوطني، مناولة، صفقات الحراسة).
إنها صفقة رابح/رابح بين المركز والمحيط.
« العائلات السياسة » في الصحراء، وبحكم حداثتها، يعوزها التكوين الأكاديمي والمعرفي، وهذا انعكس على تفكيرها المسكون بالبنية الإنقسامية..وإنغلاقها في تضامنات أولية.
« العائلات السياسية » والتوريث السياسي و »الإقطاعيات السياسية؛ . ظاهرة بدائية ،إقصائية، منافية للديموقراطية في أبعادها المساواتية. تكرس التخلف السياسي والاقتصادي.