الإصلاح السياسي الحقيقي هو الورقة الوحيدة الرابحة المتبقية و الطريقة المثلى لحماية الوطن، نظاما و شعبا.

نجا المغرب حتى الآن من العاصفة السياسية التي اجتاحت دولاً كثيرة في الشرق الأوسط وفي المغرب الكبير منذ أواخر عام 2010، ومع ذلك فمن الممكن أن تتحول العديد من التحديات التي تطفوا الآن على السطح إلى تهديدات خطيرة تعصف باستقرار المملكة، والإصلاح السياسي الحقيقي هو الورقة الوحيدة الرابحة المتبقية و الطريقة المثلى لحماية الوطن، نظاما و شعبا.

اتساءل ككثير من المغاربة، كيف لي ان افهم وانا اسمع الملك في خطاباته يصرح عكس ما اراه واشاهده على الواقع، علما ان المحكومات المتعاقبه تعلن كلها انها تنفذ ارادة الملك وتوجيهاته ؟!

فساد ينمو ويزداد ، ضرائب مجحفة وظالمة، بطالة بنسب خطيرة، فساد أخلاقي، هجرة متزايدة، جوع و حكرة و فقر، ديون متزايدة، قضاء عبارة عن امتداد للنظام ،انعدام ضمير معظم المسوولين العامين اصبح عرفا وعادة والقضاء اعمى واطرش عن انتهاكاتهم، الانتهازية و باك صاحبي وسرقة الفرص، ريع مستشر، فساد مالي وفساد اداري وترهل واستهتار في كل مرافق الدولة ، تعليم فاسد و صحة تحتضر، نهب مقدرات الوطن علنا والكثير الكثير … حتى اصبح الغضب صفة المغربي والاكتئاب والقهر اصبح أمراً واقعا، و من يصرخ من أجل الوطن يصبح عدوا ومطاردا !!!

نظرية ان الملك لا يعرف الحقيقة كامله كما هي ولا يصله الا ما يرغبون به ان يصله عذر اقبح من ذنب لن أهين ذكائي بتصديقها …لكن المنطق يقول ان الملك ليس له مصلحة في كل ما يجري و ما قد ينتج عنه من نتائج خطيرة، عليه و على البلاد و العباد …فكيف تستقيم هذه المعادلة ؟! بين من يقول انه مغلوب على امره، و من يقول انه يفتقد إلى رجال ثقة اكفاء و بين من يجعله متورطا بطريقة مباشرة او غير مباشرة، و من يبرؤه تماما ليحمل وزر الوضع الاجتماعي الكارثي للاحزاب او الشعب وحدهما… تبقى الحقيقة « الكاملة » لا يعلمها إلا قليل بعد الله.

كل مواطن كيفما كان حظه من الذكاء و كيفما كان مستواه الأكاديمي، يعلم يقينا أن الاستبداد تمكن في البلاد و أن المغرب بحاجة إلى اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي حقيقي، لكن ما يعترض هذا الاصلاح هي الفجوة الكبيره بين المواطن و « الحكومة »، و انعدام الثقه بينهما … فما الحل إذن ؟

نحن بحاجة إلى الشفافية و الوضوح لتحديد المسؤوليات، بحاجة الى الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي يفصل بين السلط و يربط المسؤولية بالمحاسبة، بحاجة إلى مدونة جديدة للانتخابات بما يضمن عقلنة للمشهد السياسي و الحزبي و القطع مع البلقنة و الريع السياسي، بحاجة إلى توزيع عادل لثروات البلاد بين أبنائها، بحاجة الى الإفراج عن معتقلي الرأي و عن الصحفيين، بحاجة الى إرادة حقيقية و صادقة للاصلاح ينخرط فيها الجميع، كل من موقعه حاكما و محكوما.
و إلا فلا يسعنا إلا ان ندعو الله، الله يدير لي فيها الخير لهاد البلاد…فلا تأمنوا مكر شعب وصلات بيه للعظم و نصفه أمي…

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*