حرب تركيا على الاكراد : نبع السلام بدم شعب

مقال نشرته في جريدة النهج الديموقراطي عدد 330.

من وجهة نظر استراتيجية، في حرب تركيا على الاكراد، نحن أمام ستة أطراف وجهت انيابها تجاه مصالح الشعب الكردي على أرضية واشكالية تحييد الحدود في مخطط عدواني شعاره « نبع السلام ».

تركيا،

همها هو إخلاء منطقة الحدود من الاكراد بتهجير اللاجئين الداعشيين القادمين من سوريا بعد دفع داعش إلى تعمير هذه المنطقة واضعاف المقاومة الكردية.

سوريا،

ليست مستعدة لدعم الأكراد طالما أنهم لا يتخلون عن مشروع الاتحاد والحكم الذاتي الذي أعلنوه من جانب واحد على ما يقرب من 25 ٪ من الأراضي السورية.

الجيش السوري يحشد قواته على بعد 300 كيلومتر من الحدود بالاحتمال التالي: إذا أضعف الأكراد ، ستحاول القوات الحكومية الانتقال إلى الضفة الشرقية من الفرات ، حيث توجد أكبر آبار النفط في البلاد ، التي هي الآن في أيدي الحركات الكردية.

أمريكا و ترامب،

بالنسبة لها  » تركيا تمضي قدما قريبا في عمليتها (العسكرية) المخططة منذ فترة طويلة في شمال سوريا وتعامل أمريكا مع التوغل العسكري التركي كان هو في حكم الأمر الواقع ».

ايران،

رغم خشيتها من امتداد الصراع مع الأكراد إلى المناطق الكردية الإيرانية، فهي لا ترغب في الوقت نفسه أن تخسر تركيا كصديق أكثر أهمية في غرب آسيا. وهذا الموقف راجع لمساندة تركيا للنظام الإيراني تاريخياً في الأوقات الصعبة خاصة في ظل العقوبات الخانقة حيث ساعدت في التفاف طهران على تلك العقوبات إلى حد كبير.

اوروبا,

أبدت دول أوروبية عديدة من بينها فرنسا خشيتها من احتمال أن يسهم الهجوم في انتعاش تنظيم « الدولة الإسلامية » مع انصراف المقاتلين الأكراد إلى مواجهة تركيا. لان المقاتلين الاكراد هم من هزمو داعش رغم نسيان الغرب.

روسيا،

ما من شك أن سوريا وروسيا وإيران هم أبرز المنتصرين من العملية التركية التي تضعف الأميركيين والأكراد وتفتح منفذا للنظام السوري لزيادة مكاسبه. هي فرصة أيضا لتنظيم « داعش » لإعادة ترتيب صفوفه وتحالفاته مع ضيق خيارات عدو التنظيم الأبرز أي قوات المعارضة السورية للنظام.

الاكراد كبش الفداء

كما ذكره العديد فإن الهدف لكل هذه الأطراف هو تغافل حق الاكراد في أرضهم واستقلاليتهم. الهدف البعيد المدى، فهو خلق حزام أمني مدني وتغيير التركيبة السكانية للمنطقة على الحدود السورية- التركية ضمن توزيع ديموغرافي معين على أساس ديني وعرقي وطائفي على حساب الوجود الكردي عن طريق إسكان عدد من اللاجئين السوريين العرب السنة والمناصرين للدولة التركية، واستخدامها كورقة مستقبلية عندما يعلن اردوغان نفسه كمحتل لهذه الأراضي ويتذرع برغبة أهلها أن يكونوا جزءاً من الدولة التركية وليس السورية أمام المجتمع الدولي.

هكذا بنت هذه الأطراف المحتلة طموحها.. وهكذا رسمت آمالها.. على أرض ليست لها.. وبدماء الشعب الكردي الذي عانى من الحرب دهرا.

محمد بن الطاهر 21.10.2019

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*