مولاي لحسن ادويهي
– عندما غزى الحسن الثاني الصحراء الغربية بأمر من الولايات المتحدة الأمريكية لظروف جيواستراتيجية وحرب نفوذ دولية شرسة واقتسامه الصحراء الغربية مع موريتانيا ضمن مسرحية » إتفاقية مدريد » الفاقدة للشرعية بكل المقاييس والتي كان عرابها وزير الخارجية الأمريكية هينري كيسنجر .. وضعت عدة نقاط وخريطة طريق لابتلاع الصحراء الغربية بيسر وسهولة …
-أولا كان أول تصريح للحسن الثاني صوتا وصورة هو أن جيشه سيقوم بنزهة أسبوع في الصحراء.. الأسبوع تحول لسنوات عجاف طويلة و مريرة أذاق خلالها الصحراويون الحنضل للحسن الثاني وجيشه حتى أصبح الجيش المغربي على حافة الإنهيار الكامل بفعل ضربات البوليساريو مثلما قالت جريدة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها » 14 أكتوبر 1981 » والتي أكدت بأدق التفاصيل رعب الحسن الثاني واستجدائه للرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي والملك السعودي ورئيسة وزراء بريطانيا من أجل التدخل لإيقاف إنهيار جيشه الذي قتل منه عشرات الآلاف وأسر منه الآلاف وأسقطت العديد من الطائرات الحربية…
– ثانيا حاول المغرب من خلال القمع والقتل والإختطاف والترهيب والترغيب وشراء الذمم والمحاباة وسياسة » فرق تسد » بأن يجعل الصحراويين مغاربة ولقي فشلا ذريعا باعتراف الحسن الثاني من خلال خطابه الذي قال فيه » إستطعنا أن نكسب الأرض ولكننا لم نستطيع أن نكسب القلوب » .. المغرب فشل بكل المقاييس بأن يجعل الصحراويين مغاربة وهو مايفسر رفض المغرب وفرنسا لحق تقرير المصير لأنهما يعرفان بأن الشعب الصحراوي سيصوت بأغلبية مطلقة لصالح الإستقلال وهذا ماجاء في كتاب » الإستسلام ليس خيارنا » لجون بولتون عندما قال فيه بأن الإجتماع الذي جمعه مع الرئيس الأمريكي جورج بوش وممثل الأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر وأبرامز عن الأمن القومي الأمريكى توصلوا جميعا لنتيجة مفادها بأن أي إستفتاء يعني » تصويت الأغلبية المطلقة من الشعب الصحراوي » لصالح خيار الإستقلال…
– ثالثا محاولة فرض » الأمر الواقع » بأن الساقية الحمراء وواد الذهب مناطق » سيادية » مغربية وبعد 44 سنة لازال المجتمع الدولي يعتبرها » إقليما لم يقرر مصيره بعد » وكل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي دون إستثناء تعتبرها منطقة منفصلة عن المملكة المغربية …
» رابعا محاولته ضرب تمثيلية البوليساريو للشعب الصحراوي وصناعته أو دعمه لبعض الهيئات والمجالس الكرتونية لكي تنافس تمثيلية البوليساريو ولكنه فشل فشلا كبيرا وذابت كل تلك الكراكيز والمجسمات وتوارت عن الأنظار وبقيت البوليساريو شامخة كالطود » ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الصحراوي » طبقا للقرارات الأممية وعلى رأسها القرار رقم 34/37 بتاريخ 21 نوفمبر 1979 وهو نفس القرار الذي يصف المغرب » بقوة الإحتلال.. و المغرب نفسه مرغم على التفاوض برعاية أممية مع البوليساريو باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي..
– خامسا محاولة المغرب وعملائه الطعن في القيادة الشرعية للشعب الصحراوي من خلال إتهامات وأكاذيب وخزعبلات .. تارة شيوعيون وأخرى قوميون أو عملاء للغرب أو آمتدادا للقاعدة وداعش أو حلفاء لحزب الله وإيران أو أذرع للكنيسة النصرانية أو مرتزقة دوليون أو أباطرة مخدرات وتهريب البشر.. كل ذلك الغباء و تلك السيناريوهات البليدة فشلت بل وتعتبر » نوادر » عند الإستخبارات العالمية .. وبقيت قيادة البوليساريو تلك » العمامة » التي ارتضاها الشعب الصحراوي عبر إنتخابات دورية تتولى أمره وتدافع عن ثوابته وتتحدث بإسمه وتستقبل في كل بقاع العالم كقيادة للشعب الصحراوي الذي يناضل من أجل الحرية والإستقلال…
– سادسا محاولة إيهام العالم بأن اللاجئين الصحراويين » محتجزين » بينما الجميع يعرف بأنها مجرد هلوسات لأنه لاتوجد عائلة في المخيمات إلا ولها أبناء أو أخوة أو أقارب بالمدن المحتلة ومدن جنوب المغرب والعكس صحيح كما يعرف الجميع بأن المخيمات مفتوحة في وجه الأمم المتحدة والمراقبين الدوليين والصحافة العالمية بينما نحن هنا في المناطق المحتلة محاصرون والمنطقة منطقة عسكرية مغلقة لا يستطيع الدخول إليها أي مراقب دولي وطرد العشرات من المراقبين والبرلمانيين الأوروبيين والمحامين من المنطقة كما طردت كذلك بعثة المينورسو قبل أن يتدخل مجلس الأمن الدولي لارجاعها يمنع منعا كليا على أي صحيفة أو قناة دولية الدخول للمناطق المحتلة بدون إستثناء اللهم عندما كسر الإعلام الأمريكي تلك القاعدة في 2013 حيث استغل الصحراويون ذلك وخرجوا بالآلاف تعبيرا عن رفضهم للإحتلال وتمسكهم بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي…
– بعد 44 سنة الصحراء الغربية قضية مطروحة أمام اللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار بالأمم المتحدة والشعب الصحراوي هو المالك الحصري لها طبقا لقرارات مجلس الأمن الدولي والصحراويون لاجؤون طبقا للأمم المتحدة والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي وقيادة البوليساريو هي المسؤولة عرفا وقانونا و هي من لديها الحق الكامل في التحدث بإسم الشعب الصحراوي وقضيته وهي التي يتعامل معها العالم وهي من تخاطبه وهي من تدير شؤون الحركة والدولة والشعب…
Be the first to comment