بغض النظر عن من سرب هده الوثيقة رغم أنها عملية حقيرة من عصابة عهد الرصاص، أنا لن أفاجأ فنحن متعودين على عمليات التصنت وتسجيل الحياة الخاصة وتسريبها للصحافة وإعلام المخابرات والشؤون العامة لكل من طالب بحقوقه أو عارض نظام الحكم الاستعبادي الشمولي بالمغرب أو لكل من حاول محاربة الفساد والإرهاب فهل هي جاءت على معتقد أم السيسي فحسب؟. بحكم اهتمامي بالموضوع فإن المعلومة حقيقية 100/100، أما سؤالي ما هو الإشكال قي ذلك؟ كانت أمه يهودية، مسيحية، مسلمة، ملحدة أو غير ذلك، ما هي المشكلة؟ فعقيدة والدته شأن خاص بينها وبين ربها لا يضر أحدا في شيء وأصلها و فصلها لا يعني احد في شيء. للعلم، هناك من اليهود من خدم القضية العربية والإسلامية والفلسطينية أكثر من أقرب المسلمين إليها. عند العرب والمسلمين لدينا من تنكر لقضايا وطنه و قضايا أمته و تنكر لبني عمومته ولإخوانه في كل بقاع العالم، بل الغالبية تعشق الارتماء في أحضان عبودية الطغاة والحكام العميلة وخيانة الوطن.
ثم أليس اليهود عندنا مواطنين مثل المسلمين والمسيحيين وغيرهم يحبون هم كذلك بلدهم ولا يقلون وطنية عن إخوانهم المسلمين. ثم من خلق المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي والملحد، علما انه يوجد اليوم أزيد من 7 ملايير من البشر غير مسلمون، ولو شاء ربك لكان قد خلقنا من ملة واحدة. هل اليهود ليسوا بشر مثل باقي البشر علما عدد من الحكام والملوك العرب أصله يهودي كعبد الناصر والقذافي وعرفات وولي العهد بن سلمان وغيرهم يهودا متخفين. ما رأي المديرية العامة للمراقبة الإقليمية المغربية من السيدة هيدفا سيلا اليهودية ذات الديانة اليهودية والهوية الإسرائيلية الأخت لملك المغرب محمد السادس وهي ابنة الحسن الثاني من سيدة يهودية مغربية تدعى انيتا بن زاكين وهي شقيقة ليون بن زاكين الذي كان الطبيب الخاص للملك محمد الخامس (والد الحسن الثاني) ثم أصبح وزيرا للاتصالات في الخمسينات. واضح التسريب مقصود في وقت خرج الشعب المصري مرة أخرى في الشوارع للمطالبة برحيل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يلوح بشعار الربيع العربي لعام 2011. وفي الوقت نفسه ، يتم تسريب الوثائق السرية للمديرية العامة للمراقبة الإقليمية المغربية المتعلقة بوالدة الرئيس المصري لتقديم أدلة بشكل أكثر دقة على أصول والدة الرئيس المصري مليكة تيتاني. وفقًا للوثيقة نفسها ولدت والدته في 17 مارس 1935 بمدينة أسفي جهة تانسيفت الحوز مراكش ، وبطاقة هويتها المغربية هي تحت رقم HH01609.
بهذا التسريب المفاجئ لأجهزة استخبارات الملك التابعة له مباشرة وتحت إمرته الشخصية يحاول تأديب الرئيس عبد الفتاح السيسي من غير تحمل العواقب شخصيا. لن نقلق فالخروف موجود لهاته المهام يتحمل وزرها لرفع الحرج عن الملك ونظامه. لسنا في حاجة إلى استحمار فكل الكوارث التي يعاني منها البلد فالملك الوحيد المسئول عنها. من يعرف المملكة المغربية يتأكد أننا الوحيدين على وجه الكون من يعبد و يركع ويسجد لحاكم مستبد يعتبر نفسه ظل الله في الأرض دستوريا، فهل من المعقول تتسرب وثيقة لمواطنة مغربية أم لرئيس اكبر دولة عربية يآزر دولة الجزائر المعادية للمغرب من دون علم ولا أوامر من الملك لجهازه تحت أوامره شخصيا. حتى لا نبتعد عن الموضوع فلنعد لقراءة ديباجة المخابرات بالوثيقة: حسب الوثيقة أمر ملك المغرب مسئولي المديرية العامة للمراقبة الإقليمية باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة التي يمكن أن تمنع تسرب المعلومات المتعلقة بملف والدة الرئيس المصري عبد الفتاح سعيد خليل حسين السيسي. لذلك ، من الضروري التأكيد على ضرورة مراعاة الانضباط في تنفيذ التوجيه الملكي العالي حتى إشعار آخر. وفقًا لهذه الوثيقة، أرسل مجلس الوزراء الأمر إلى المؤسسات التالية: ديوان أمير المؤمنين الملك محمد السادس القائد الأعلى رئيس لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية ، السيد مستشار الملك لشؤون الأمنية، المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني، المدير الإقليمي لـمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. تزامن تسرب هذه الوثائق مع استئناف المظاهرات ضد الرئيس السيسي يشير إلى أن السلطات المغربية تريد رأس السيسي بسبب استقباله لجبهة البوليزايو و رفضه التوافق مع الأطروحات المغربية المتعلقة بالصحراء الغربية والتقارب المصري الجزائري ضد القضية الوطنية المغربية وخصوصا المناوشات الأخيرة ضد الوحدة الترابية زادت الحملة المسعورة لإعلام المصري على المغرب وعلى حكومة العثماني الإخوانية (حزب العدالة والتنمية) هده في نظري هي أهم الأسباب التي تعكر الأجواء المغربية المصرية بالإضافة أن نظام المغرب غير سياسته الخارجية والداخلية من سياسة ضبط النفس إلى سياسة التسريبات هجومية كلما حس النظام بخطر يهدده أو المس بالوحدة الترابية للمملكة لأنها أصبحت قضية وجود لنظام هش كسبوبة محاربة الإرهاب والهجرة السرية وتهريب المخدرات
لتذكير، ليست هذه هي المرة الأولى يتم تسريب مستندات فائقة الحساسية. والطامة الكبرى هي أن المغرب هو الحلقة الأضعف في المعادلة كما هو الشأن مع فرنسا واسبانيا كما كان إلى الأمس مع إيران وما يزال مع جنوب أفريقيا وغيرهما من الدول الإفريقية والمجاورة بسبب التسرع في اتخاذ مواقف غير حكيمة لصالح المواطن والوطن، حيث يتبيَّن مع الزمن إنها مجانبة للصواب؛ بل الأدهى والأمر أن بلدنا هو من يسعى في الأخير إلى التوسُّل إلى رأْبِ الصدع وإعادة العلاقات إلى مجراها. والجميع يعلم أن دبلوماسيتنا فاشلة منذ زمن بعيد ، قوامها الولائم والامتيازات وشراء الذمم بالرشاوى والرذائل. و رغم تلقي نظام مصر اتصالات عديدة من دول صديقة إقليميا بنية تقريب وجهات النظر مع نظام الرباط فالسيسي اختار معسكر الجزائر ومعاداة نظام المغرب. إن الخلاف خطير وقد يدفع الأوضاع إلى التفاقم خلال القادم من الأيّام. رغم اجتماع قيادات دبلوماسية بمقر وزارة الخارجية المصرية لأجل التداول بخصوص « الموقف المغربي الجديد طيلة ساعات » وكذا « آليات التعامل المصري بناء على المتغيرات المرصودة. أرى إذن أن هذا التسريب قد تكون له عواقب وخيمة على النظام المغربي داخليا ودوليا وجهويا نحن المواطنين المغاربة في غنى عنه. ثم لا ننسى أنه لن تستطيع إمبراطورية الإعلام المملوكة للملك مجاراة المصريين إعلاميا في هذا السجال إنهم أقوى منا في إعلام الضرب تحت الحزام واللسان السليط.
ماذا سنجني من معاداة دولة كمصر محورية في الساحة الدولية التي نحن عنها غائبون في أكثر القضايا حساسية ؟ وقد أحجم المسئولون في دائرة الهجرة والتجنيس، الذين أشعروا بالحرج من هذه القضية ، التي تثبت ضعف بصيرة النظام وأجهزة المخابرات التابعة لمحمد السادس، ليسلكوا كالعادة « سياسة ضربوا وبكى ، سبقوا واشتكى » على السؤال من خلال بيان رسمي ينكرون فيه قطعًا قاطعًا نشر واحدة من الوثائق المذكورة لمواطنة مغربية يهودية. فإنها تؤكد في المقابل بأنها ستباشر الأبحاث اللازمة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن مصدرهما وخلفيات تداولهما بالمغرب « خذ فيشار ». نصيحتي ابتعدوا إذن عن مشاكل الغير وننتبه إلى مشاكلنا. ما ذنب أم السيسي إن كانت يهودية من أصل مغربي أو مسلمة أو مسيحية، عند الله لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى. المسئول عن تعثر قطار الربيع العربي هم طواغيت العرب والمسلمين دون استثناء. نفس العقلية العربية المتعفنة. اليهود أصحاب ديانة وهم من أهل الكتاب وغالبية الأنبياء والرسل منهم.أين المشكل أن تكون أم فلان أو فرتلان يهودية أو مسيحية أو بوذية أو ملحدة.إذن العداء للمعتقد المختلف عنكم لم يجلب إلا الريح والشيح لعبيد العربان الفاشلة.أمم الكون تتقدم والطاعون العربي لا يزالون في ضلالهم البعيد.معاداة اليهود الذين يثرون العالم بابتكاراتهم ونبوغهم.أما العربان فغباؤهم انتج الصراعات والنزاعات أفرزت للعالم الإرهاب المتجسد في بلادن والزرقاوي والبغدادي هذا ما قدمه العربان للعالم عابدة الأصنام من صنع أيديهم
اوريليو الباهية
par: Orilio Bahia
La face cachée du Maroc, 26 sept 2019