بقلم البشير محمد لحسن
منذ إعلان البيعة لتنظيم « الدولة الإسلامية » شهر ماي 2015، والتي تأخر التنظيم في قبولها حتى أكتوبر 2016، لم ينجح تنظيم « الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى » والذي يقوده عدنان أبو الوليد الصحراوي، في التحوّل إلى أهم تنظيم جهادي بمنطقة الساحل على غرار ما فعله التنظيم الأم بالعراق وسوريا. ويخوض التنظيم منافسةً شرسة مع تنظيم القاعدة الضارب بجدوره في المنطقة منذ أكثر من عقدين والذي خاض تجربة التحالفات والانشقاقات حتى انتهى به الحال في تنظيمٍ جامعٍ يسمى جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين » تأسست في مارس 2017.
وبخلاف فروع تنظيم « الدولة الإسلامية » في افريقيا، والتي استطاعت التوسع والسيطرة المكانية وتنفيذ عملياتٍ كبيرة، لم ينجح تنظيم أبو الوليد الصحراوي إظهار نفسه والبروز في منطقة الحدود الرخوة التي ينشط فيها وتجمع النيجر بمالي (منكة وتلبيري) وعلى حدود مالي مع بوركينا فاسو (الربندا) وهي مناطق نفوذ التنظيم وحدوده مع فروع أخرى لتنظيم « الدولة الإسلامية ».
ولعل أهم هجوم نفذه التنظيم منذ انشقاق زعيمه عن « المرابطون » ومبايعة تنظيم « الدولة الإسلامية » هو الكمين الذي نصبه حوالي 50 من عناصره لوحدةٍ من القوات الأمريكية الخاصة كانت في مهمة القبض على أحد قيادييه بمنطقة تونغو تونغو على الحدود النيجرية المالية. وأودى الهجوم بحياة أربعة جنود من المارينز وعدد من الجنود النيجريين. وبتاريخ 05 مارس 2018 نشر التنظيم شريط فيديو مدته تسع دقائق تم تصويره من خوذة أحد الجنود الأمريكيين القتلى. وقالت المخابرات الأمريكية لاحقاً انها نجحت في تحديد ثلاثة من قادة التنظيم كانوا وراء التخطيط للهجوم وهم: دندون شيفو وتينكا أغ المنير ومحمود أغ باية. وأنشأت وزارة الدفاع الأمريكية وحدةً خاصة تضم عناصر من الاستخبارات والجيش لتعقّبِ المسؤولين المفترضين عن الهجوم. وبتاريخ 27 أغسطس أعلن الجيش الفرنسي عن مقتل محمود أغ باية في ضربة جوية بمنطقة منكة.
ورغم أن التنظيمات والكتائب الجهادية بالساحل لم تصل بعد لمرحلة التصادم كما كانت عليه نظيراتها في سوريا والآن في أفغانستان واليمن والصومال حيث يخوض تنظيم القاعدة حرباً وجودية ضد تنظيم « الدولة الإسلامية »، غير أن البحث عن النفوذ وتضييق الخناق من قبل الجيوش الوطنية وحتى الغربية قد يقود تنظيمات الساحل إلى إنهاء عهد التسامح والشروع في صراع البقاء للسيطرة على المناطق الحصينة.
Be the first to comment