خيبة امل رياضية بالقاهرة وخيبة سياسية بالصحراء الغربية المحتلة .

كانت سلطات الاحتلال المغربي تراهن على نجاح المنتخب المغربي في اقصائيات كاس افريقيا للامم⚽ التي احتضنتها مصر ، ووفرت كافة اليات التسويق والبهرجة خاصة بالمدن المحتلة بما في ذلك الشاشات الكبيرة بالساحات العمومية📺 ، ووفرت كافة الترتيبات التقنية والمادية لذلك ، لتجعل من الحدث فرصة لتسويق صورة مغلوطة عن احتفالات الصحراويين التي تعتبرهم مغاربة بالمنتخب المغربي ، تبخرت كل الامال والمخططات بعد الاقصاء المبكر ، وما عمق من تلك الخيبة هو بروز المنتخب الجزائري ،وادائه المتميز وارتباط الصحراويين به وتفاعلهم معه في كل مقابلة ، الشيء الذي استشعرته سلطات الاحتلال وحاولت التقاط كل الاشارات التي يبعثونها من خلال التعبير عن فرحتهم العارمة .لكن الذي لم يستساغ ولم يكن في الحسبان هي تلك التعبيرات السياسية المضطردة التي تجوب شوارع المدن المحتلة وجنوب المغرب بالاعلام الصحراوية والجزائرية وتمجيد الجبهة الشعبية ، وسع من مستوى الاحباط، هو حب الصحراويين للجزائر لعدة اسباب من بينها ⭕ أن الشعب الجزائري يعشق النضال والحرية، ولأنه يعي جيدا مساوئ الاستعمار ، كما يعي حقارته له لتجربته المريرة معه،⭕ إنه يحب حبا فطريا كل من يناضل ويدافع عن شرف الشعوب التواقة للتحرر ، وعلى راسهم اهل النضال الشعب الصحراوي المكافح ، الذي أخذ على عاتقه قيادة الدفاع عن حقه في الوجود والحرية والاستقلال ، فتحول هذا الحب إلى دعم لا مشروط وعطاء لا محدود، فبرز دفاع الجزائر عن الشعب الصحراوي ووقوفها إلى جانب أشقائهم مع بروز دعم المغرب من حلفائه واطماعهم في المنطقة ، رغم المحاولات الكبيرة لجعل الجزائر عدو لشعوب المنطقة وجعلها هدفا اعلاميا أجل الاستهلاك، والهدف من هذا الهجوم الإعلامي هو إشاعة النموذج الاستهلاكي و تطويع شعوب المنطقة بمن فيها الشعب الصحراوي وتدجينهم وتنميطهم، بحيث يجد الإنسان العادي -وغير العادي- نفسه مستبطنًا لفكرة أن الجزائر تشكل خطرا عليه وانها تستغل تضحيات الصحراويين من اجل مصالحها ، وعلى راسها نافذة بحرية على المحيط الاطلسي ، وانها تتحكم في صناع القرار بالبوليساريو ، وان الشعب الصحراوي يخوض حربا بالوكالة عنها … ظنا منهم ان هذه الدعاية الموجهة ضد الجزائر لا يمكن ان تتحقق إلا عن طريق الاستهلاك والمزيد من الاستهلاك، فيتوحد الكل ضد الجزائر ، ويصبح الجميع غارقًا تمامًا في تبني هذا التوجيه والتجييش ضدها ، و الدخول في حالة غيبوبة سياسية كاملة ، يصدق كل ما يتم تسويقه وترويجه .

لكن النتيجة ومن خلال ما حصل بالمدن المحتلة عامة ، وبالعيون خاصة ، كانت عكسية واتضح فشل كل المقاربات الدعائية والسياسية والامنية، واكد الشعب الصحراوي على ذاك الحب العميق والفريد الذي يجمع بين الشعبين الصحراوي والجزائري ، وانه لم يقم على مصلحة مؤقتة ولا على ظرف آني، بل هو حب عميق، غرسه نضال هذين الشعبين، وتعطش الجزائر للدفاع عن الشعوب المضطهدة .

– ✅ فشل مقاربة خنق المناطق المحتلة وقمع الحريات العامة بها ، وغلقها في وجه المراقبين ووسائل الاعلامية الدولية والهاء الصحراويين بمعارك هامشية ،وخلق احتقان ضد الجبهة .

-✅ فشل الرهان على تقطيع التواصل بين الاجيال ، ومحاولة تغيير وجهة الجيل الجديد باضعاف وعيه وفكره السياسي، بنشر المخدرات، وتشجيعه على الهجرة ،وتسويق تحقيق الطموحات ،اضافة الى والانشطة الجمعوية الترفيهية الغير هادفة ،والمهرجانات الفلكورية والموسيقية وابعاده عن الفعل الميداني .
✅فشل محاولة خلق اطار موازي يتبنى فكر الاستقلال ظاهريا ، وباطنيا الاستقلالية عن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب » خط الجفاف » « شباب البغرير  »  » المبادرة  » .

✅فشل نقل المعركة السياسية الى داخل مخيمات العزة والكرامة، وخلق خلايا تتحرك بامر من » مايسترو » بالعيون والرباط والهاء الجبهة بمشاكل يتم التركيز فيها على الوازع القبلي المدفوع الاجر ،وتشويه كل المخالفين لهذا التوجه الذي يكرس الانقسام والتشظي .

✅فشل تسجيل نقاط واحراج الجبهة حقوقيا ، خاصة بعد موجة الاختطافات والاعتقالات وممارسة التعذيب بالشارع العام ، ومداهمات منازل الصحراويين بالعيون المحتلة ، وخلق اجواء الرعب والخوف والهلع في صفوفهم، والتي تعيد للاذهان ما حصل خلال سنوات السبعينات، وبعد اكديم ايزيك.

✅ فشل ابواق الدعاية بادوات صحراوية الرحيبة ، اقلام مأجورة ،مجموعات واتسابية ،صفحات فسيبوكية ، و مواقع اعلامية صحراء ويكيليكس » ، مستقبل كوفيا …في توجيه الصحراويين ضد قيادة البوليساريو وتشويه المناضلين والتشهير بهم .

رغم كل ما بذل من جهد كبير زمنية ليست بالقصيرة كانت 7 مقابلات لكرة القدم كافية لابراز افلاس السياسة المغربية ، ولا يمكننا الا ان نشيد بصمود الشعب الصحراوي الذي اثبت قوته على تجاوز الصعوبات، والوقوف في وجه الدسائس والمكائد .

حمادي محمدلمين الجيد (الناصري )

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*