وفقاً لوثيقة داخلية مسربة حصلت عليها صحيفة فوكوس، قامت
السلطات الألمانية بترحيل جاسوس مغربي لإخفاء تورطه في الهجوم على سوق عيد
الميلاد في برلين سنة 2016 رغم أن مصادر من قوات الأمن الألماني صرحت أن
ليس لديها دليل واضح يثبت أن عمار كان يعمل لصالح مخابرات أجنبية وأبدت
انزعاجها من الادعاءت التي مفادها أنه إستفاد من حماية السلطات الألمانية.
بلال
بن عمار الذي كان يعتبر إسلاميا راديكالياً وكان مشبوهاً بمحاولة تنفيذ
هجوم في برلين، كانت له علاقة بأنيس عمري التونسي الذي قضى الشاحنة التي
اجتاحت سوق برلين سنة 2016 والتي قتل على اثرها 12 شخصاً وجرح 60 اخرون
واللذي قتلته الشرطة أياماً بعد ذلك.
حسب الوثيقة الذي اطلعت عليها فوكوس، إلتقى عمار بعمري أياماً قليلة قبل الهجوم واخذ صوراً للسوق ثم أرسلها إلى هاتف مجهول ساعتين بعد ذلك.
ربما يكون عمار قد سعادة المهاجم على الفرار. في الشريط المصور الذي بثته CCTV يظهر رجل « يشبه عمار » وهو يضرب شخصاً أخر على الرأس من أجل فتح الطريق أمام المهاجم الهارب. الرجل الذي أصيب على الرأس لا زال في حالة غيبوبة.
هذا كله يشكل أدلة جديدة بالنسبة للجنة التقصي البرلمانية المكلفة بالبحث في القضية.
نسف التحريات
التقرير ذهب إلى حد القول أنه تم اتخاد قرار ترحيل عمار خارج البلاد بوصفه مشوهاً ومخبراً للمخابرات المغربية.
« السلطات الأمنية ووزارة الداخلية الفدرالية تعطي أهمية بالغة لنجاح عملية الترحيل »، تقول رسالة إلكترونية توصلت بها الشرطة الفدرالية وأطلعت عليها فوكوس. تم أخذ عمار من زنزانته في برلين إلى تونس يوم 1 فبراير 2017.
وأشار بنيامين ستراسر ، عضو اللجنة والنائب عن الحزب الديمقراطي الحر (FDP) ، إلى البعض من التناقضات العديدة في تصرفات الحكومة.
لقد قيل لنا أن ترحيل عمري سيتطلب عدة أشهر وهاهو ترحيل بن عمار يتم في اللحظة »، سارح أسترسر لصوت ألمانيا.
كل من ستراسير والنائب عن حزب الخضر كونستانتين فون نيتز، وهو عضو أيضاً في لجنة التقصي، وصفا اساليب واعذار الحكومة بأنها « مثيرة للشك جداً ». واضاف ستراسير أنا الحكومة تستعمل « تكتيكات الغش، الخداع والسرية » لتعقد عمل اللجنة.
الحكومة : بدون تعليق
في
جلسة الاستماع التي عقدتها اللجنة البرلمانية يوم الخميس ، أشار مدير شرطة
ولاية برلين في وقت الهجوم ، الذي يُشار إليه باسم أكسل ب. فقط ، إلى أن
بن عمار نفسه أصبح مشتبهاً بالإرهاب في نوفمبر / تشرين الثاني 2015 ، قبل
أكثر من عام من هجوم العامري.
وقال مدير الشرطة إنه لا يعرف لماذا تم ترحيل بن عمار ، لكنه أضاف أنه لا يعتقد أن عمري قد تصرف بمفرده.
في
المؤتمر الصحفي الحكومي العادي يوم الجمعة ، المتحدث باسم وزارة الداخلية
اليانور بيترمان صرحت أنها ليست على علم بوجود فيلم CCTV ولا بتقرير
صحيفة فوكوس.
لقد قالت إنه من المؤكد أنه كانت هناك « أسباب وجيهة »
للترحيل ، وأن وزير الداخلية هورست سيهوفر أمر بإجراء تحقيق في المعلومات
الواردة في تقرير فوكوس.
أثار التقرير غضب العديد من أعضاء اللجنة البرلمانية.
وقالت
مارتينا رينر ، عضو البرلمان عن حزب اليسار في اللجنة: « هذه قضية مزعجة
للغاية ». « في الوقت الذي لم تكتمل فيه التحقيقات بعد … مما يعني أن
المحاكمة الجنائية وربما الملاحقة القضائية ضد هذا العون الإرهابي المحتمل
قد تم نصفها بالفعل ».
وأضاف رينر أن هناك مؤشرين يدعمان تقرير
فوكوس. « من جهة لدينا أدلة من المخابرات المغربية قبل وقت قصير من الهجوم ،
وهم دقيقون للغاية: قالوا: إن عمري كان يخطط لهجوم » وفق ما صرحت به لصوت
ألمانيا . « يذكرون إسم الارهابيين الذين كان على اتصال بهم، وهناك صور.
وهذا بالتأكيد يدعم نظرية أن المصدر الذي جمع كل هذه المعلومات كان في محيط
عمري ، وربما كان على اتصال معه في برلين ».
وتتخذ اللجنة الآن
خطوات من أجل استجواب بن عمار مرة أخرى ، إلا أنه لا زال مجهولاً مكان
تواجده الحالي. وقال ستراسر إن هناك « شائعات » بأنه كان في السجن. وقال
« انها من مهام الحكومة الالمانية معرفة ذلك بإعتبارهم مسؤلون عن مغادرته
البلاد بهذه السرعة. »
Soyez le premier à commenter