حتى المعاش أقحم فيه بنكيران خطة المؤامرة، ووصف مناهضيه بالساعين إلى زعزعة الاستقرار، ولم لا المتخابرين مع الأيادي الأجنبية، والبوليساريو حتى، وهلم جرا.. شر البلية ما يضحك!
واسمع دبا السي بنكيران، الله يرضي عليك..
ارتكبت خطأ فادحا، لا يرتكبه حتى المبتدؤون في العمل السياسي، عندما أسأت إلى الملايين من المغاربة الذين استفادوا من حقهم في التقاعد بعد عقود من المساهمة في صناديقه، ومن خلالهم أسأت إلى عائلاتهم على امتداد التراب الوطني..
أسأت إليهم وإلى عائلاتهم عندما ربطت طلب التقاعد بالكرامة، واعتبرت أن طلب هذا الحق، الذي يعتبر واجبا على الدولة، يتنافى مع الكرامة الإنسانية، مع أنهم ساهموا من أموالهم على مدى عقود من الزمن، بينما لم تساهم، أنت، ولو بسنتيم واحد في هذه الصناديق التي ستصرف تقاعد الوزير الذي زعمت أنك ترفعت عن طلبه حفظا لكرامتك.
السي بنكيران، التقاعد حق، والمعاش ريع، والحصول على التقاعد حق من حقوق المواطنة، في حين أن المعاش حولك في رمشة عين من مشروع رجل دولة إلى عالة على المجتمع parasite .. ويا المرارة!
السي بنكيران، هل تعلم أن العيش بمعاش كيفما كان مبلغه، وإن كان يناهز 7 ملايين في الشهر، كما هو الشأن بالنسبة لمعاشك، أكثر بؤسا من العيش بالتقاعد القليل جدا الذي يصرف على الجنود السابقين الذين أفنوا عمرهم في القوات المسلحة، وانتهت بهم الظروف إلى ما دون عتبة الفقر، بل إلى ما دون خمسة دراهم في اليوم؟
إن معاشك أكثر بؤسا بمقياس الكرامة التي قذفت بها المتقاعدين وعائلاتهم منذ ظهور البشرية إلى اليوم..
معاشك أشد بؤسا لأنه هو الذي مكن مانحه من شراء الذمم التي تبرر له الإجهاز على تقاعد الجنود وكل المحرومين في هذا الوطن..
هذا كل ما في الحكاية يا رئيس الحكومة السابق.
شكرا لأنك أقحمت معاشك في زعزعة الاستقرار، من أجل شيطنة مناهضيه، لأنك ذكرتنا بجنودنا الذين قضوا أعمارهم في الدفاع عن البلاد وأمنها..
إذا كنت فعلا حريصا على أمن البلاد فما عليك إلا أن تتنازل لصالحهم..
وإن لم تفعل، ولن تفعل، فإن الجميع يعلم أن معاشك هو الذي يشكل حقا أكبر تهديد لاستقرار البلاد..