الخطير في حوار العثماني مع القناة الأمازيغية..

فكرة إجراء العثماني حوارا مع القناة الأمازيغية ظاهريا رائعة، ولكن الصيغة التي تم بها خطأ سياسي فادح من شأنه أن يؤتي عكس المفعول الذي رامه من خلاله، إذا استبعدنا، عن حسن نية، أي نية مبيتة تجاه الريف..

أول ملاحظة هي أن العثماني لم يتكلم اللغة الامازيغية، ولكنه تكلم لهجة من لهجات سوس، فيما تكلمت محاورته بلهجة من لهجات الأطلس المتوسط، وبالتالي فإن الحوار لن يفهمه الا الذين يفهمون اللهجتين، أو بالأحرى الذين يفهمون السوسية لأن العثماني هو الذي استأثر بنصيب الأسد في الحوار، الذي لم يخرج عن نطاق البروبغندا.

هكذا إذن غاب أهل الريف ولو أنهم ليسوا غائبين فقط من خلال اللغة ولكنهم غابوا، أيضا، عن المواضيع المطروحة.

قد نفهم أو نتفهم على مضض أن الأحكام التي أغرقت الريف تخص القضاء، ولكن المطالب التي خرج من أجلها الناس للتظاهر لا تزال قائمة، بل وقيل لنا أن المشاريع قيد الإنجاز، وبسببها أقيل وزراء، ومع ذلك لم تطرح بتاتا في الحوار.

هل يعي العثماني خطورة ما أقدم عليه؟ أم أنه ارتأى أن يكسر الروتين في مقر مكتبه واستدعى القناة للإستمتاع ولم ينتبه لخطورة ما فعله؟

الملاحظة الثانية أن الحوار ناقش الجانب الاجتماعي وحده، كما لو أن كل ما يهم الأمازيغ هو هذا الجانب. أما قمع الحريات والمواضيع الأخرى التي تشغل الرأي العام منذ شهور، وملف الصحراء، وريع بنكيران، فهي لا تهمهم وفق برنامج العثماني. أهل هذا إقرار صريح بأن الأمازيغ، أو معظمهم، مهمشون يقاتلون من أجل تلبية حاجيات الدرك الأسفل من هرم ماسلو؟

أخيرا لا يفوتني أن أعلق على ذلك الكم من العنصرية تجاه الأمازيغ الذي قرأته في تعليقات متابعي صفحة العثماني عندما كنت أشاهد الحوار.. هذه القذارة لا يساويها إلا ما يتفوه به بعض النشطاء الأمازيغويين المتطرفين..

لا يزال أمامنا الكثير من العمل من أجل تنقية الحس المشترك من الشوائب، وإنقاذ تماسكنا الإجتماعي، وتحييد القوالب المقيتة التي ما زالت تعشعش في العقل المخزني.

هذه مسؤولية ملقاة على عاتق المدنيين والديمقراطيين أما حكومات العثماني وغير العثماني فلا تزيد إلا من تعميق الشرخ، مثلما فعلت اليوم، ومعها مؤسسات المخزن مثل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.. كلها هيئات ريعية مشغولة بأولويات

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*