معاش بنكيران الاستثنائي ريع غير مقبول على الإطلاق.. ولكنه ريع يقدم تشخيصا سريعا للمأزق السياسي الذي يتخبط فيه المغرب منذ عقود، ولهذا وضع الكثير منتقديه في مأزق حقيقي لأن المعاش لم يسقط عليه من السماء، ولم يوقعه لنفسه، ولم يوقعه له رئيس الحكومة ولا أي وزير من حزبه أو خارج حزبه. المعاش بعثه له الملك مع الهمة!
معاش بنكيران فضيحة ولكن الاستقواء عليه، وحده، في هذه الحالة بالضبط، فضيحة أكبر لأنها تثير السخرية والتقزز..
جميل أن تردد العبارة المغربية المأثورة « تفو على الغشاش »، ولكنهما في هذه الحالة إثنان. أم أن الآخر معصوم؟ وهنا مربط الفرس.
هذا ليس مزايدة على هواة القفز على الحائط القصير ولكن القفز في هذه الحالة غريب..
نعرف جميعا من يوزع الريع في المغرب ولماذا يوزعه والمعايير التي يعتمد عليها في توزيعه، وكيف يرد المستفيدون الجميل، ولكن هواة القفز على الحائط القصير يفضلون تسليط الاضواء على الأصبع.
هناك من يقول ان بنكيران مات سياسيا لأن معاشه سيكون عنوان كل مواقفه المستقبلية، وهذه لا تغدو أن تكون مزايدة لأن أصحابها يتحدثون كما لو أن المنظومة السياسية شفافة نزيهة لا يؤثثها إلا النزهاء.. والحال أن أكثرهم خلودا في البرلمان، والحكومة، والمجالس المحلية والجهوية، ويحاضرون كل يوم في الشرف على وسائل الإعلام، هم أكثرهم غرقا في الريع والفساد..
المعركة السياسية في مغرب اليوم لا تدور بين الفساد والإصلاح، ولا بين الديمقراطية والسلطوية. هذه الثنائيات مجرد شعارات براقة.
Soyez le premier à commenter