الجزائر “عدو” المغرب.. في دبلوماسية المخزن خلال 2015 !

سطرت المغرب مخططها الدبلوماسي الذي ستعتمده العام 2015، في إطار ما سمته تعزيز الحوار السياسي وأطر الشراكة الاقتصادية والتطور الدبلوماسي الشعبي خصوصا ذلك المتعلق بالفاعلين “غير العموميين”، مخصصة حيزا هاما للجزائر التي وضعتها في خانة “العدو” الواجب محاربته (..)، دون باقي الدول حتى إسرائيل، مؤكدة بذلك الحملة الدبلوماسية والإعلامية الشرسة التي خاضتها ضد الجزائر مؤخرا، مجندة فيها مختلف مسؤوليها وعلى رأسهم وزير خارجيتها صلاح الدين مزوار الذي يبدو أنه لم يكن يهدد “عشوائيا” بل بناء على معطيات رسمية وبتحريض مسبق.

واحتلت الجزائر حيزا خاصا من بين مختلف الدول، حيث كانت الوحيدة المعنية بسياسة “العداوة” و”المعاداة”، إذ حدد “المخزن” في الحوار السياسي، وفي المقترحات ذات الطابع الثنائي، مواجهة ما سماه سياسة وإستراتيجية الجزائر الرامية إلى “إقصاء” المغرب من المؤتمرات واللقاءات الدولية المخصصة لمعالجة التحديات الأمنية الناتجة عن تداعيات الوضع الأمني في ليبيا وفي فضاء الساحل والصحراء، وتذكر المغرب في تقرير بخصوص علاقاتها مع مالي أهمية تنظيم زيارات إلى باماكو من قبل المسؤولين المغربيين وأخرى مماثلة لمسؤولي دولة مالي، مع التحضير لعقد اجتماع اللجنة المشتركة ببماكو “لكن قبل ذلك يجب انتظار عقد اجتماع اللجنة الجزائرية المالية”، يقول التقرير، إذ تحاول المغرب بذلك حشر نفسها وبكل الطرق في هذه الاجتماعات والحصول على صفة “دولة ساحل”، وفرض منطقها بكون الصحراء الغربية امتداد طبيعي لأقاليمها، مؤكدة سعيها للحصول على فرصة لعقد مشاورات منتظمة مع دول الساحل في هذا الإطار. 

أما في المقترحات ذات الطابع الجهوي، فحددت المملكة المغربية التصدي لما أسمته حملة التعبئة التي تقوم بها السلطات الجزائرية للجزائريين و”اللوبيات” الجزائرية في أوروبا وأمريكا، إذ تشير نسخة من المخطط المتعلق “بالنشاط الدبلوماسي من سبتمبر 2014   إلى جويلية 2015″، حصلت “الشروق” عليها، أن إعلانات المساندة التي كشفت عنها بعض الدول للقضية الصحراوية، في إشارة إلى دعم فرنسا واسبانيا للقضية، هي في صلب اهتمامات المخزن، الذي اعتبر فضح ما أسماه المغالطات الجزائرية” التي أصبحت تتغلغل في مجتمعات معروفة بدعمها التقليدي للمغرب، أمرا ذا أولوية في برنامجها الدبلوماسي، كما تعمل في إطار نشاطاتها بالاتحاد المغاربي لرفع ما تعتبره قيودا التي تحول دون تنقل الأشخاص والبضائع ورؤوس الأموال، والعمل على استكمال إجراءات إقامة منطقة التبادل الحر، وتوحيد السياسات الاقتصادية والمالية والجمركية وتحرير المبادرات التجارية.

وتسعى المغرب من جانب آخر، لكسب دول المشرق والصحافة المشرقية من خلال استغلالها في الترويج لقضية الصحراء الغربية، ومن ذلك الصحافة الكويتية التي قالت إنه من المهم دعوة أهم المنابر الإعلامية بها للتعريف بما سمته الإصلاحات على جميع الأصعدة وأهمها “الأقاليم الجنوبية” “خاصة وأن الإعلاميين بالكويت يتمتعون بهامش كبير من الحرية، مع العمل على استمالة المنابر الإعلامية الكويتية لاستهداف خصوم الوحدة الترابية”  يقول التقرير  مع التأكيد على أهمية توجيه دعوة رسمية إلى رئيس مجلس الوزراء الكويتي “بعدما وجهت إليه دعوة من طرف تونس والجزائر مع مراعاة الأوضاع السياسية الداخلية الصعبة سياسيا في الكويت”.

الشأن ذاته بالنسبة لبيروت التي وضعها المخزن” هدفا دبلوماسيا ينبغي الاستفادة من دعمه من خلال التعريف بتاريخ الصحراء الغربية وجوانبها التي تراها قانونية وسياسية ومراحل تطورها، مع العمل على إشراك منظمات المجتمع المدني خاصة المنظمات الحقوقية واستغلال الشخصيات الوطنية والمعروفة في ذلك، وهو المقترح الذي يمس دولة قطر التي تعد هامة لتأكيد المغرب على دورها في تجمع دول الساحل والصحراء، حسب التقرير، مع أهمية ضمان تموقع الجزائر بشكل أكثر حيوية في إطار الشراكة العربية الإفريقية.

Soyez le premier à commenter

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée.


*